في محطة علمية مميزة، احتضنت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأيت ملول، التابعة لجامعة ابن زهر، أمس الإثنين 30 يونيو 2025، مناقشة أطروحة دكتوراه في تخصص الاقتصاد والتدبير، تقدم بها الباحث سيف الإسلام جبهاوي، تحت عنوان:
“مساهمة الممارسات المبتكرة في مراقبة التسيير في تحسين أداء الإدارات العمومية: الجماعات الترابية بالمغرب نموذجًا”.
وقد جرت المناقشة بحضور نخبة من الأساتذة الباحثين والطلبة وفعاليات أكاديمية، ضمن جلسة علمية متميزة ترأسها الدكتور طارق قصباوي، وضمت في عضويتها كلًا من:
الدكتور عبد الله لخويل
الدكتورة نسيبة كوسعيد
الدكتورة حبيبة أبو حفص
الدكتور هشام القيسوني
الدكتور رشيد تاتوتي
أطروحة في صلب تحديات الإدارة العمومية
تناولت الأطروحة إشكالية مركزية تتعلق بمدى مساهمة الابتكار في آليات مراقبة التسيير الإداري في تعزيز نجاعة وفعالية أداء الإدارات العمومية، لا سيما على مستوى الجماعات الترابية، باعتبارها الحلقة الأقرب إلى المواطنين ومرتكزًا أساسيًا في تحقيق العدالة المجالية والتنمية الترابية.
وأكد الباحث في عرضه أن الابتكار لا يجب أن يُنظر إليه فقط في إطار التحول الرقمي، بل باعتباره ثقافة إدارية شاملة تنعكس على طرق التسيير، والتقييم، والتفاعل مع المواطن. كما أبرز كيف أن الممارسات الإدارية المبتكرة يمكن أن تشكل رافعة حقيقية لتحسين جودة الخدمات، وضمان نجاعة استعمال الموارد العمومية، ومواكبة دينامية الجهوية المتقدمة.
دينامية أكاديمية تعزز التحول المؤسساتي
تعكس هذه المناقشة الدينامية التي تشهدها كلية أيت ملول في مجال البحث العلمي المرتبط بقضايا الحكامة والتدبير العمومي. فهي لا تواكب فقط التحولات التي يعرفها النموذج التنموي المغربي الجديد، بل تساهم أيضًا في تقديم تصورات عملية تدعم إصلاح الإدارة المغربية.
وتأتي أطروحة سيف الإسلام جبهاوي في سياق انشغال متزايد بضرورة إرساء منظومة مراقبة داخلية فعالة داخل الجماعات الترابية، تزاوج بين المعايير القانونية وأدوات التدبير الحديثة، بما في ذلك استثمار البيانات، وتطوير نظم التتبع والتقييم، وتعزيز الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
اختتمت الجلسة العلمية بتوصيات أكاديمية هامة، تشيد بموضوع الأطروحة، وغنى مرجعياتها، وقوة التحليل المنهجي الذي اعتمده الباحث، مع الإشادة براهنيتها بالنسبة لمستقبل الإدارة المغربية.
وبهذا الحدث العلمي، تكون كلية أيت ملول قد رسّخت مرة أخرى مكانتها كمشتل للأفكار الإصلاحية الجادة، ومجال خصب لتلاقح المعرفة الأكاديمية بالتحديات الواقعية للإدارة العمومية.