في خطوة تعكس الالتزام بتعزيز التنمية المحلية والمشاركة المؤسساتية، عقد مجلس مجموعة الجماعات “التضامن السوسية” دورته العادية لشهر يونيو أمس الاثنين 30 يونيو 2025. استضافت قاعة اجتماعات المجلس الإقليمي بإنزكان هذا اللقاء الهام، برئاسة السيد لحسن بلاج وحضور لافت من السيد إسماعيل أبو الحقوق، عامل عمالة إنزكان أيت ملول، والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، بالإضافة إلى أعضاء ومستشاري المجلس وممثلي الجماعات المنضوية تحت لواء المجموعة: إنزكان، أيت ملول، الدشيرة الجهادية، القليعة، ومجلس عمالة إنزكان أيت ملول.
دعوة إلى الحكامة الرشيدة وتنسيق الجهود
افتتح السيد عامل الإقليم الدورة بكلمة أكد فيها دعمه وتشجيعه المتواصل للمجموعة، مشدداً على أهمية هذا الإطار التشاركي في مواكبة التحولات التنموية ورفع جودة الخدمات العمومية، لاسيما في قطاعي المكاتب الصحية وتدبير المقابر الإسلامية. دعا العامل إلى تفعيل الحكامة الجيدة في إدارة هذه المرافق الحيوية من خلال تعبئة الكفاءات وتعزيز التنسيق بين جميع الأطراف المعنية.
وأشاد السيد العامل بالتكوين المتنوع للمجلس الذي يجمع بين الخبرة والتجربة ومشاركة الشباب وتمثيلية النساء، ما يضفي دينامية متجددة على عمل المجموعة ويعزز فعاليتها المؤسساتية. كما وصف الدورة بـ”التاريخية” نظراً لأهميتها والتحديات التي تحملها، داعياً إلى انطلاقة حقيقية مبنية على المسؤولية المشتركة، والإرادة الصادقة، والتدبير الرشيد لجعل “التضامن السوسية” رافعة نوعية للتنمية المحلية وإطاراً عملياً بقيادة قادرة على رفع التحديات المستقبلية.
وفي سياق متصل، أكد العامل على ضرورة الانفتاح على التجارب الدولية وتعزيز اللامركزية، مستشهداً بالتوجيهات الملكية السامية. وحث على الاستفادة من النماذج الناجحة في إدارة المرافق العمومية وتوسيع آفاق التعاون مع الجماعات الترابية الأخرى، وطنياً ودولياً، في إطار برامج التعاون الدولي اللاممركز لتبادل الخبرات وبناء شراكات تنموية فعالة.
تشخيص للوضع الصحي وتوصيات للدفع بالتنمية
شهدت الدورة عروضاً مفصلة حول الوضعية الصحية والوبائية في عمالة إنزكان أيت ملول. قدمت المصالح الصحية تشخيصاً دقيقاً للواقع الصحي، مستعرضة المعطيات المتعلقة بالموارد البشرية، الإمكانيات اللوجستيكية، مستوى التجهيزات، والصعوبات التي تعيق النهوض بالعرض الصحي ضمن النفوذ الترابي للمجموعة.
عقب هذه العروض، فُتح باب النقاش بين أعضاء المجلس، حيث تم استعراض أبرز التحديات وتقديم مقترحات عملية لتطوير الأداء الجماعي. اختتمت النقاشات بمجموعة من التوصيات الهامة، أبرزها:
الإسراع في تفعيل اختصاصات مجموعة الجماعات “التضامن السوسية” بما يتوافق مع القانون التنظيمي للجماعات.
دعوة الجماعات الترابية الأعضاء إلى تقديم الدعم المادي والبشري واللوجستيكي للمجموعة لتمكينها من أداء مهامها التنموية بكفاءة.
أما بخصوص اقتراح شعارات وهوية بصرية موحدة للمجموعة، فقد تقرر تأجيل البت فيه لحين استكمال المساطر القانونية ذات الصلة، وذلك احتراماً للضوابط التنظيمية.
اختتمت أشغال الدورة برفع برقية ولاء وإخلاص إلى جلالة الملك محمد السادس، تعبيراً عن التمسك بالعرش العلوي المجيد وتجديداً للانخراط في تنفيذ التوجيهات الملكية السامية لبناء مغرب متضامن، متقدم، وعادل.