في وقت تتسارع فيه الاستعدادات الوطنية لاحتضان تظاهرات كبرى ذات إشعاع قاري ودولي، وعلى رأسها كأس الأمم الإفريقية التي سينظمها المغرب، تبرز مبادرات المجتمع المدني كرافعة أساسية لترسيخ ثقافة الانخراط الجماعي والمسؤول في إنجاح هذا الموعد الرياضي التاريخي.

وفي هذا السياق، جسّدت جمعية البويبات للتنمية والتربية والتضامن نموذجًا عمليًا لهذا الانخراط، حيث بادرت، تماشيًا مع مخرجات اللقاء العاملي الذي شدد على ضرورة تعبئة مختلف الفاعلين، إلى المساهمة الفعلية في الترويج للبطولة وتعزيز أجواء التعبئة الوطنية. وقد تجلى ذلك من خلال تزيين حافلات النقل المدرسي التابعة للجمعية بالهوية البصرية الرسمية لكأس الأمم الإفريقية والأعلام الوطنية، في خطوة رمزية لكنها ذات دلالة قوية على مستوى الوعي بأهمية الحدث وحجم الرهان المرتبط به.

هذه المبادرة، التي لقيت استحسانًا واسعًا من طرف الساكنة والمتتبعين، لا تقتصر فقط على بعدها الجمالي أو الدعائي، بل تعكس روح المواطنة والاعتزاز بالانتماء الوطني، وتؤكد أن إنجاح التظاهرات الكبرى ليس مسؤولية المؤسسات المركزية وحدها، بل هو ورش جماعي يتطلب انخراط المنتخبين، والجماعات الترابية، والفعاليات الجمعوية، والقطاع الخاص.
ومن هنا يطرح سؤال مشروع بإلحاح داخل إقليم اشتوكة آيت باها: هل ستتحرك باقي الفعاليات والمنتخبين على خطى جمعية البويبات؟ وهل ستواكب الجماعات الترابية والمجالس المنتخبة هذا الحدث القاري بمبادرات ميدانية تعكس حجم الرهان الوطني، بدل الاكتفاء بالمواقف الخطابية؟

إن تنظيم كأس الأمم الإفريقية بالمغرب يشكل فرصة ذهبية لإبراز صورة الأقاليم، وتعزيز جاذبيتها، وترسيخ ثقافة المشاركة المواطنة. ومبادرة جمعية البويبات تؤكد أن الفعل المحلي، مهما بدا بسيطًا، يمكن أن يكون له أثر رمزي قوي، وأن الرهان الحقيقي اليوم هو الانتقال من منطق الانتظار إلى منطق المبادرة.
ويبقى الأمل معقودًا على أن تشكل هذه الخطوة حافزًا لباقي الفاعلين بإقليم اشتوكة آيت باها، من منتخبين وجمعيات ومؤسسات، للانخراط العملي في إنجاح هذا الحدث القاري، بما يليق بمكانة المغرب وبطموحات ساكنته.

A.Bout












