في مشهد يعكس التزام المجتمع المدني بخدمة الساكنة الأكثر هشاشة، انطلقت من مدينة أيت باها صرخة استغاثة تضع المسؤولين أمام مسؤولية إنسانية عاجلة. فقد وجّه منسق الحملة الطبية الكبرى، التي تستهدف القرى والمناطق الجبلية النائية بإقليم اشتوكة آيت باها، نداءً مباشراً إلى السيد محمد سالم الصبتي، عامل الإقليم، مطالباً إياه بالتدخل العاجل لتسريع الإفراج عن شحنة حيوية من الأدوية والتجهيزات الطبية المُقدّرة قيمتها بـ 800 مليون سنتيم، والتي لا تزال عالقة في مصالح الجمارك بميناء الناظور.
جاء هذا النداء المؤثر خلال اللقاء التشاوري المنعقد اليوم الاثنين بمدينة أيت باها، والذي خُصص للتحضير لبرامج التنمية الترابية. وأوضح المنسق أن هذه الشحنة ليست مجرد مواد إدارية، بل هي عماد المرحلة الثانية من القافلة الطبية التي تنظمها جمعيتا (ASDIM) و (SEMA) بشراكة مع جماعة أيت باها ووزارة الصحة.
إن التأخير في الإفراج عن هذه المعدات يهدد بشكل مباشر بتعطيل العمليات الجراحية والفحوصات الدقيقة التي ينتظرها منذ أسابيع عشرات المرضى من سكان المناطق الجبلية التي تعاني أصلاً من صعوبة الولوج للخدمات الصحية، تعلّق آمالها على هذه الحملة لتلقي العلاج الضروري.
“800 مليون سنتيم من الأمل لا يجب أن تبقى حبيسة الميناء، بل يجب أن تصل إلى المرضى في الجبال.”
نداء إنساني يتجاوز الإجراءات الإدارية
شدد منسق الحملة على أن المسألة تتجاوز كونها إجراءً جمركياً بسيطاً لتصبح مسؤولية إنسانية ووطنية. فالأدوية والتجهيزات تمثل بارقة أمل لساكنة تعاني من الهشاشة وقلة الخدمات، ووقفها في الميناء هو حرمان فعلي لهم من حقهم في العلاج.
ولهذا، فإن الدعوة موجهة للسيد العامل من أجل التدخل بصفته سلطة إقليمية عليا للتحرك لدى المصالح المركزية والجمارك بميناء الناظور لرفع القيود والإفراج الفوري عن هذه الشحنة، بما يضمن استكمال الفرق الطبية لمهامها الإنسانية على أكمل وجه.
تضافر الجهود لتعزيز العدالة الصحية
لقد شكّل اللقاء التشاوري الذي ضم مختلف الفاعلين المحليين والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني مناسبة لتأكيد أهمية العدالة المجالية وضرورة دعم المبادرات الإنسانية التي تعزز العدالة الصحية في العالم القروي، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية.
إذ يعتبر نجاح هذه القوافل الطبية مؤشراً قوياً على تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني في خدمة المواطن وتلبية حاجياته الأساسية. وكما لخّص أحد المشاركين الموقف بكلمات معبرة: “ليست مجرد تجهيزات، بل حياة كاملة تنتظر الإفراج عنها”.
إن جميع الأنظار متجهة الآن نحو مكتب عامل إقليم اشتوكة آيت باها، في انتظار قرار حاسم يضمن وصول قافلة الأمل والتضامن إلى القرى الجبلية في أقرب وقت ممكن.














