هل تحولت الجماعة إلى خصم للساكنة؟ مطرح نفايات جديد يثير العاصفة

في خطوة وصفت بـ”السرية والمستفزة”، قام رئيس المجلس الجماعي لسيدي بيبي اليوم الجمعة بتهيئة بقعة أرضية قرب ملعب دوار بنجرار، تمهيداً لتحويلها إلى مطرح بديل للنفايات، في غياب أي إعلان رسمي أو إشراك للسكان المحليين، وهو ما فجّر موجة استياء واسعة في صفوف الساكنة.

المثير في القضية أن هذه الخطوة جاءت بعد احتجاجات قوية لساكنة دوار أملال، الرافضين لاستمرار المطرح الحالي المجاور لهم، والذي ظل لسنوات مصدر تلوث بيئي وروائح كريهة ومشاكل صحية متفاقمة. وبدل البحث عن حل بيئي مندمج ومعتمد على المعايير، قرّر المجلس في خطوة انفرادية نقل المشكل إلى ساكنة أخرى، في تصرّف اعتبره فاعلون محليون “هروباً إلى الأمام” لا يُراعي مبدأ الإنصاف المجالي ولا الحق في بيئة سليمة.

ووفق مصادر محلية، فإن عملية تهيئة الأرضية قرب ملعب دوار بنجرار تمت بشكل “خفي” دون أي مداولات داخل المجلس أو استشارة الساكنة، ما زاد من منسوب الغضب والاحتقان، خاصة في ظل موقع المطرح المقترح الذي يوجد على مقربة من مؤسسة رياضية يرتادها شباب المنطقة.

وتطرح هذه الواقعة أسئلة حقيقية حول طريقة تدبير المجلس الجماعي لهذا الملف الشائك، ومدى احترامه لمبادئ الحكامة والشفافية في اتخاذ القرار، في وقت أصبحت فيه قضايا البيئة تحظى بأولوية قصوى ضمن السياسات العمومية.

وفي انتظار موقف رسمي من الجماعة، يطالب فاعلون جمعويون وحقوقيون بـ”محاسبة المتورطين في اتخاذ قرارات تمس بصحة المواطنين دون إشراكهم”، ويدعون إلى “بلورة رؤية مندمجة لتدبير النفايات على مستوى الإقليم، بعيداً عن الحلول الترقيعية التي تُعيد تدوير المشكل بدل حله”.

الأخبار ذات الصلة

1 من 23

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *