اشتوكة ايت باها: طريق إذاومحند ترى النور بأموال المحسنين… ولافتة المشروع ضحية أعداء التنمية

في مشهد مؤثر يجسد قوة الإرادة الجماعية، وبمبادرة مدنية خالصة، استطاعت ساكنة منطقة “إذاومحند” التابعة لجماعة وادي الصفا بإقليم اشتوكة آيت باها، أن تحقق ما عجزت عنه المجالس المنتخبة لسنوات طويلة، وذلك عبر تعبيد طريق حيوية تربط مدخل مدينة بيوكرى بعدد من الدواوير أبرزها “أيت بلا” و”أيت السايح” و”الفيض”.

المشروع، الذي انطلقت أشغاله يوم 3 يوليوز 2025، جاء بفضل تعبئة استثنائية لجمعيات المجتمع المدني، بدعم سخي من أبناء المنطقة، وخصوصاً من الجالية المقيمة بالخارج، دون أي تمويل أو مساهمة من المجلس الجماعي المحلي. وقد تم فتح مسلك طرقي بعرض 6 أمتار، سيكون له أثر كبير في فك العزلة عن المئات من الأسر، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الأساسية بمدينة بيوكرى.

غير أن ما أثار الاستغراب، وطرح علامات استفهام حول خلفيات البعض، هو إقدام مجهولين على قطع اللافتة التي كانت توثق للمشروع وتُظهر أسماء الجمعيات المساهمة فيه، ما اعتبره فاعلون محليون “عملاً جباناً” يعكس وجود أعداء للتنمية لا يتقبلون رؤية المنطقة تتقدم خارج أجنداتهم ومصالحهم الضيقة.

 الطريق التي أحرجت جماعة وادي الصفا
لطالما شكّل هذا المحور الطرقي نقطة سوداء في الخريطة التنموية لجماعة وادي الصفا، حيث كانت حالته المتردية تعرقل تنقل السكان، وتعيق وصول التلاميذ إلى المدارس، وتزيد من عزلة الدواوير. ورغم تكرار النداءات والشكايات، ظل المجلس الجماعي صامتاً. أما المفارقة المؤلمة، فهي أن بعض مشاريع فك العزلة التي تشرف عليها الجماعة كانت تُوجه نحو الضيعات الفلاحية الخاصة بدل الدواوير المأهولة.

 تمويل من الناس.. لا من المجالس
ما ميّز هذا المشروع أنه تم بتمويل ذاتي من أبناء المنطقة، وجمعيات نشيطة على رأسها:

جمعية أيت بلا للتنمية والثقافة والرياضة

جمعية أيت السايح للتنمية والتعاون

التعاونية الفلاحية الصفا

وذلك في غياب تام لأي مساهمة مالية أو لوجستية من الجماعة، ما يعكس حجم التراخي المؤسساتي في التعامل مع حاجيات المواطنين، مقابل تألق المجتمع المدني في ملء هذا الفراغ.

 دعوات للمحاسبة… ومطالب بتدخل عامل الإقليم
أمام هذا التجاهل الرسمي، ومع تكرار حوادث “التقصير”، دعا عدد من الفاعلين المحليين إلى فتح تحقيق إداري شفاف حول تأخر الجماعة في برمجة وتأهيل هذا الطريق، والكشف عن مآل تقارير لجان الافتحاص لسنتي 2022 و2023، والتي رصدت اختلالات في مشاريع الكهرباء والتعمير والمالية.

وفي الوقت ذاته، تم توجيه نداء إلى عامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، للتدخل من أجل حماية مثل هذه المبادرات المواطنة، ومساءلة كل من تسول له نفسه عرقلة عجلة التنمية، سواء بالفعل أو بالتواطؤ أو بالصمت.

مشروع طريق “إذاومحند” ليس مجرد إنجاز تقني، بل درس مجتمعي عميق: حين تغيب مصالح الجماعة، يمكن للمجتمع أن يتقدم، بشرط أن يتوحد. أما تمزيق اللافتة، فهو محاولة بائسة لطمس نجاح لا يمكن إخفاؤه.. لأن الطريق باتت سالكة، وأبناء المنطقة أثبتوا أن الإرادة أقوى من كل العراقيل.

A.Boutbaoucht

الأخبار ذات الصلة

1 من 17

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *