في تطور خطير يعكس تنامي جرأة شبكات الهجرة السرية، أصيب دركي بجروح بليغة جراء تعرضه لطلقات نارية من بندقية صيد، وذلك خلال تدخل ميداني لإحباط محاولة للهجرة غير النظامية عبر شاطئ سيدي الطوال، الواقع ضمن النفوذ الترابي لجماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها.
وحسب معطيات محلية متطابقة، فإن عناصر الدورية الدركية باغتت مجموعة كانت تستعد لتنفيذ عملية إبحار سري نحو الضفة الأخرى، قبل أن تتعرض لإطلاق نار مباغت يُرجّح أن منفذيه من منظمي هذه العملية الإجرامية، حيث تم توجيه أعيرة نارية من بندقية صيد أصابت أحد عناصر الدرك في مناطق متفرقة من جسده.
الدركي المصاب تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري بمدينة أكادير، حيث وُصف وضعه الصحي بالحرج، ويخضع حاليًا لعناية طبية مكثفة في انتظار تحسن حالته.
الحادث استنفر مختلف الأجهزة الأمنية، حيث أعطت القيادة العليا والجهوية للدرك الملكي تعليماتها بفتح تحقيق شامل في ظروف وملابسات الاعتداء، مع تعقب الجناة المفترضين الذين فروا إلى وجهة مجهولة بعد تنفيذ الهجوم.
ورغم خطورة الوضع، فقد أسفر التدخل الميداني عن توقيف أكثر من 30 مرشحًا للهجرة السرية، يخضعون حاليًا للتحقيق من قبل مصالح الضابطة القضائية قصد تحديد الشبكات التي تقف وراء هذا النشاط غير القانوني.
وتعيد هذه الواقعة المقلقة إلى الواجهة إشكالية تنامي العنف المرتبط بشبكات تهريب البشر، والتي أصبحت تلجأ لأساليب أكثر جرأة وخطورة في مواجهة عناصر الأمن، ما يطرح تحديات كبيرة على السلطات الأمنية التي تبذل جهودًا مضنية لوقف نزيف الهجرة غير النظامية، وحماية أرواح الشباب المندفعين نحو المجهول.
كما تفتح الحادثة باب التساؤلات حول مصادر تسليح هذه الشبكات، وكيفية تمكنها من استعمال السلاح في مواجهة أجهزة الدولة، الأمر الذي يستدعي يقظة أكبر، وتعزيزًا للموارد اللوجستيكية والبشرية في المناطق الشاطئية الحساسة، التي أضحت نقاطًا سوداء في خريطة الهجرة السرية جنوب البلاد.