ايمسوان تحت رحمة الرعاة الرحل: صرخة استغاثة لحماية محمية الأركان والسلم الاجتماعي

تتصاعد حدة التوتر في منطقة إيمسوان، التابعة لإقليم أكادير، مع عودة الرعاة الرحل بشكل مكثف، وتعدياتهم الصارخة على محمية الأركان وممتلكات السكان. إن الوضع، الذي وصفه الأهالي بـ”الخطير وغير المسبوق”، ينذر بتداعيات وخيمة إذا لم تتدخل السلطات المحلية بشكل فوري وحاسم لوضع حد لهذه التجاوزات.

لقد استباح الرعاة الرحل محمية الأركان، تلك الثروة البيئية الفريدة التي تمثل إرثًا طبيعيًا واقتصاديًا للمنطقة. ففي مشاهد تدميرية تتم على مرأى ومسمع الجميع، تتعرض أشجار الأركان النادرة للرعي الجائر من قِبل قطعان الجمال الهائلة التي يجلبها هؤلاء الرعاة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قاموا بفتح بلوعات الماء الصالح للشرب وتشغيل مضخات لجلب المياه لسقي إبلهم، في استنزاف واضح لموارد مائية حيوية وشحيحة في المنطقة.

الأخطر من ذلك، أن هذه التعديات تتم في ظل غياب أي ردع، حيث يواجه كل من يحاول التدخل من السكان المحليين اعتداءات بالضرب بشكل مكثف. هذا العنف الممارس من قبل الرعاة الرحل يهدد السلم الاجتماعي، ويضع السكان في مواجهة مباشرة مع خطر حقيقي على سلامتهم وممتلكاتهم.

لم تقتصر التجاوزات على محمية الأركان وموارد المياه، بل امتدت لتشمل مروج السكان ومحاصيلهم، حيث اجتاحت جحافل القطعان التي تضم العديد من رؤوس الإبل  الممتلكات الخاصة للمواطنين، مسببة دمارًا كبيرًا لمصادر رزقهم.

وفي ظل هذا الواقع المؤلم، نفد صبر ساكنة إيمسوان، التي تناشد السلطات المحلية التدخل العاجل والفوري. إن مطلبهم واضح وموحد: وضع حد لهؤلاء الرعاة الرحل، وترحيلهم من المنطقة، وحماية الأراضي والموارد الطبيعية من الرعي الجائر الذي يهدد مستقبل المنطقة وساكنيها. فالأمر لم يعد يقتصر على خلافات رعوية عادية، بل تطور ليصبح تهديدًا مباشرًا للبيئة، للموارد، وللسلم الاجتماعي في إيمسوان.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬343

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *