ما كان معروفا لدى الناس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن لمناسبة عيد الأضحى مواعيد شبه قارة مع حزمة من المشاكل الصحية ذات الصلة باستهلاك مفرط للحوم في بضعة أيام، لكن الحال تغير و انضاف إلى الأمر مشكل هجمات سيبرانية بالتوازي مع اقتراب هذه المناسبة الدينية.
ويرضد خبراء العالم الرقمي في المنطقة العربية مستجدا مفاده أنه مع اقتراب حلول عيد الأضحى وارتفاع النشاط الرقمي في الشرق الأوسط، تزداد المخاوف من تصاعد الهجمات الإلكترونية، بسبب ارتفاع معاملات الشراء والاستخدام الكثيف للمنصات الرقمية خلال هذه الفترة.
و تشير التقديرات إلى موجة متصاعدة من التهديدات السيبرانية المعقّدة، تشمل عمليات احتيال عميقة (Deepfake)، وهجمات حجب الخدمة (DDoS)، واستغلال ثغرات أجهزة إنترنت الأشياء (IoT). وفي ظل هذا التطور السريع في أساليب الهجوم، يصبح من الضروري أن تتطور أساليب الدفاع بنفس الوتيرة.
وفي هذا الصدد، قال أسامة الزعبي، نائب رئيس الشرق الأوسط في شركة «فوسفورس» للأمن السيبراني لصحيفة «الشرق الأوسط» إنه «منذ عيد الأضحى الماضي، تطورت الهجمات بشكل ملحوظ، وتحوّلت من التصيّد التقليدي إلى تقنيات أكثر تطورا، مثل انتحال الشخصيات عبر الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في أقسام المالية».
وقد تم تسجيل أزيد من 200 هجوم عالي التأثير في الربع الأول من عام 2024، من بينها حملة استمرت ثلاثة أسابيع وبلغت ذروتها عند 280 غيغابايت في الثانية.
ونفذت الهجمات عبر شبكات «بوتنت» تعتمد على أجهزة إنترنت أشياء غير آمنة، مثل كاميرات المراقبة وأجهزة التوجيه.
ويؤكد الزعبي أن «كلمات المرور الضعيفة، وتأخر التحديثات، وتجاهل تحديثات البرمجيات الثابتة، تفتح أبواباً سهلة أمام المهاجمين»، مشيراً إلى أن التوسع السريع في استخدام الأجهزة المتصلة في مدن مثل دبي والرياض قد يتجاوز أحياناً القدرات الأمنية المتاحة.
وحذر الخبير نفسه من التطبيقات التي تتخفى كأدلة سفر أو منصات تبرعات، إضافة إلى رموز «QR» التي تقود إلى بوابات مزيفة. ويوصي بتفعيل المصادقة متعددة العوامل، ووضع آليات تحقُّق داخلية صارمة، مع مراقبة مستمرة للمنصات الرقمية.