شهد شاطئ سيدي وساي بإقليم اشتوكة آيت باها، أمس الاثنين 2 يونيو، استنفارًا أمنيًا مكثفًا بعد أن لفظت أمواج البحر شحنة كبيرة من المخدرات. تشير التقديرات الأولية إلى أن الشحنة قد تكون من مخدر الشيرا أو الكوكايين، وذلك بالنظر إلى حجمها الكبير وتغليفها المحكم الذي يوحي بأنها جزء من عملية تهريب بحري منظمة.
فور علمها بوجود جسم غريب على رمال الشاطئ، هرعت مصالح الدرك الملكي إلى المكان. وبعد التأكد من طبيعة الحمولة، قامت السلطات بتطويق المنطقة بشكل كامل كإجراء احترازي لتأمين الموقع ومنع أي محاولة للعبث بالأدلة أو سرقة جزء من المخدرات المحجوزة.
حضرت فرق الدرك الملكي، برفقة ممثلين عن السلطات المحلية، إلى عين المكان، حيث باشرت عملية تمشيط واسعة شملت الشاطئ والمناطق المجاورة. جاء هذا التمشيط تحسبًا لوجود رزم إضافية قد تكون الأمواج قد لفظتها، أو في حال حاول المهربون التخلص من أدلة أخرى قد تدينهم.
فُتح تحقيق معمق بإشراف النيابة العامة المختصة، بهدف تحديد مصدر هذه الشحنة الضخمة والجهات المتورطة في محاولة تهريبها. كما يسعى التحقيق إلى كشف الوجهة النهائية التي كانت تستهدفها العملية، والتي لا يستبعد أن تكون إحدى الدول الأوروبية بالنظر إلى المسارات المعروفة لشبكات التهريب الدولي.
ليست هذه الحادثة سابقة في المنطقة. فشاطئ سيدي وساي، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي وقربه من المحيط الأطلسي، أصبح في السنوات الأخيرة نقطة رئيسية تستغلها شبكات التهريب لنقل شحنات المخدرات، سواء في اتجاه الشمال أو كمرحلة عبور نحو الخارج.