العدالة المجالية على المحك: تمييز صارخ في تهيئة شوارع إنزكان يثير استياء الساكنة

شهدت مدينة إنزكان مؤخرًا مشروعًا لتهيئة الشوارع كان من المفترض أن يعكس رؤية شاملة للتنمية الحضرية، إلا أنه كشف عن فوارق صارخة في تحقيق العدالة المجالية. ففي الوقت الذي تزينت فيه شوارع رئيسية كشارع محمد الخامس بأعمدة إنارة جديدة وعصرية، تم نقل الأعمدة القديمة المستبدلة من هذا الشارع إلى حي تراست، ليثير هذا القرار موجة من الاستياء والتساؤلات حول المعايير المعتمدة في توزيع البنية التحتية الأساسية.

هذا التمييز غير المقبول يؤكد على غياب مقاربة منصفة في توزيع المشاريع التنموية، ويُعد انتهاكًا صارخًا لمبدأ العدالة المجالية الذي يقتضي استفادة جميع الأحياء من نفس جودة الخدمات والبنيات التحتية. إن ما حدث في حي تراست ليس مجرد نقل لأعمدة إنارة، بل هو رسالة واضحة بتهميش هذا الحي الذي يشكل جزءًا كبيرًا من النسيج الجغرافي والسكاني لمدينة إنزكان.

دعوة عاجلة لتدخل عامل الإقليم
أمام هذا الوضع، تتجه الأنظار مرة أخرى إلى السيد عامل إقليم إنزكان أيت ملول، بصفته المسؤول الأول عن الإقليم، للمطالبة بـالتدخل العاجل والفوري لضمان الحفاظ على نفس النسق في جميع الأحياء. يجب أن تتوقف هذه الممارسات التمييزية، ويجب أن يتم استكمال وضع الأعمدة الجديدة نفسها في حي تراست، أو حتى الأعمدة الحديثة المشابهة لتلك المستبدلة في شارع محمد الخامس، حتى لو كانت جديدة من نفس النوع.

إن هذا المطلب ليس مجرد تفصيل شكلي، بل هو جوهري لضمان تنمية متوازنة ومنصفة لجميع أرجاء المدينة. فحي تراست ليس مجرد منطقة سكنية هامشية، بل هو مكون أساسي واقتصادي من إنزكان، ومن حق ساكنته الاستفادة من نفس المعايير التي اعتمدت في شارع محمد الخامس.

المجلس البلدي في قفص الاتهام
يأتي هذا التمييز الصارخ في ظل غياب تام للمجلس الجماعي، الذي يبدو منشغلًا بالاحتفالات بدلًا من الانخراط في خدمة المواطنين وضمان التنمية المتوازنة بين مختلف أحياء المدينة. إن صمت المجلس  عن هذه الفوارق المجالية يثير تساؤلات جدية حول مدى التزامه بمسؤولياته تجاه جميع سكان إنزكان.

لا يمكن القبول بهذه الفوارق المجالية في مشروع تهيئة شوارع المدينة. حي تراست ليس مجرد حي، بل هو جزء لا يتجزأ من إنزكان، وتُرفع فيه راية المغرب كما في باقي أحياء هذا الوطن. إن احترام أبناء هذا الحي وعدم تعريضهم للتمييز في المشاريع التنموية هو مبدأ أساسي يجب أن تسود.

لذلك، نطالب بوضع أعمدة إنارة حديثة من نفس النوع الذي تم تثبيته في شارع محمد الخامس، وذلك تحقيقًا لمبدأ العدالة المجالية والإنصاف التنموي. فالمواطنون في حي تراست يستحقون نفس الجودة والاهتمام الذي يحظى به غيرهم، ولا يمكن القبول بوضع أعمدة قديمة أو حتى ما يشابهها، حتى لو كانت جديدة من نفس النوع المستبدل في إنزكان.

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬332

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *