بعد مرور شهر نونبر دون تساقطات مطرية، بدأ الخوف يتسرب إلى نفوس الفلاحين المعتمدين على “الفلاحة البورية”، الأمر الذي سيؤثر سلبا على هذه الزراعات التي تعتمد بشكل أساسي على الأمطار. إذ أصبحت هذه الزراعة في المغرب من بين أصعب الزراعات التي تعد بمثابة مغامرة أو مراهنة من طرف الفلاحين، في ظل موجة جفاف هيكلية تشهدها البلاد في المواسم الماضية.
ولعل ضعف التساقطات المطرية سيؤثر بلا شك على المزروعات، القمح والشعير والحبوب بصفة عامة، خاصة أن 75 في المائة من الأراضي الفلاحية مخصصة لهذا النوع من الزراعات، لكن مع ضعف التساقطات المطرية سيخفض مردودية هذه المواد الفلاحية الأساسية وأي تأخر في التساقطات سيكون له تأثير سلبي.
ويذكر أن مشروع قانون المالية لسنة 2024 تنبأت من خلاله الحكومة على تحقيق حوالي 75 مليون قنطار من القمح، وأن أي تأخر ينعكس سلبا على التوقعات التي وضعتها الحكومة المغربية وأيضا على الإقتصاد الوطني.
في مقابل ذلك، يستمر الخصاص في حقينة السدود، إذ لا يتجاوز في الإجمال 24 بالمائة، في ظل التساقطات المطرية الضعيفة، لكن ننتظر فصل الشتاء حتى يمكن الحكم على الموسم بأنه ضعيف، فقد يكون هناك تأثر للزراعة البورية بسبب تأخر الأمطار، لكن يمكن إنقاذ الموسم الفلاحي في حالة انتظار التساقطات في فصل الشتاء.
فلا يمكن مثلا الإعلان عن حالة الطوارئ الفلاحية، لان ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقاعس الفلاحين عن العمل خصوصا عن عملية الحرث، مع إمكانية نزول كميات كافية من الأمطار في الأيام القادمة للشروع في عملية الحرث والبذر.