ينتشر الأطفال المشردون، أو ما يُطلق عليهم “أطفال الشوارع”، في عدة أحياء بمدينة أكادير، عاصمة جهة سوس ماسة، وبالخصوص في حي الباطور وتالبرجت. يتعرض بعضهم للاستغلال والاغتصاب في بعض الحالات، كما يظهر ذلك من حالة بعض النساء المريضات عقليًا وفي وضعية حمل.
مناطق الباطور وأزقتها، إلى جانب ساحتها، تُعتبر مركزًا للتنقل عبر الحافلات وسيارات الأجرة. يتجلى ذلك في وجود السيارات المركونة وداخل مبنى سينما السلام المهجورة، حيث تتحول طفولة الكثيرين إلى شقاء ومعاناة في سن مبكر. الظروف التي ساقت هؤلاء الأطفال إلى هذا المأزق المؤلم تختلف، لكن جميعهم يتقاسمون المعاناة، سواء من حيث اعتداء الأقوياء على الضعفاء أو ظروف العيش الصعبة تحت تأثير الظروف الجوية المتقلبة. بعضهم يتسول، وبعضهم الآخر يقبل بأي عمل يُمكِّنه من الحصول على لقمة العيش التي قد لا تكون مضمونة. وهناك حالات أخرى تتعلق بمرضى نفسيين من كلا الجنسين.
![](https://arrayalakhar.com/wp-content/uploads/2023/11/6-5-769x1024.webp)
حي السلام باكادير
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد الأطفال المشردين، والذين يُطلق عليهم أيضًا في المغرب “الأطفال المتخلى عنهم”، يقدر بنحو 400 ألف طفل في مختلف مناطق المملكة. ومع ذلك، يُشكك في صحة هذا الرقم؛ فالعدد يقترب من المليون طفل، الأمر الذي يستدعي تحرك المجتمع المدني، وبالأخص الجمعيات المعنية بشؤون الأسرة والطفل، للإنذار من الخطر والعمل على إيجاد حلول سريعة وفورية لهذه الظاهرة الخطيرة. هذه الظاهرة قد تتسبب بأبعاد وخيمة في السنوات القادمة، إذ قد تؤدي إلى إنشاء جيل جديد يحمل الحقد والكراهية تجاه المجتمع، والذي قد يتحول إلى مشروع إجرامي في المستقبل.
لذا، ندعو جميع المتدخلين إلى تأطير الأسر وإنشاء مؤسسات حكومية خاصة بالأطفال والفتيات اللواتي تخلت عنهن أسرهن، وتأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا. وتأتي قضية الأمهات العازبات في مقدمة العوامل المساهمة في تفشي ظاهرة أطفال الشوارع في المغرب. لذا يجب الاهتمام بهذه الفئة المحرومة والعمل على إدماجها في أي حل يهدف إلى الحد من هذه الظاهرة السلبية التي تُسهم في انتشار الإنحراف والتخريب في المجتمع.
رئيسة جمعية “صوت الطفل” بأكادير
![](https://arrayalakhar.com/wp-content/uploads/2023/11/لا-jpg.webp)