عطلة “مُعلّقة على الهاتف”: وزراء حكومة أخنوش بين الراحة والتأهب لموسم سياسي حاسم

مع انعقاد آخر مجلس حكومي في 24 يوليوز المنصرم، ومرور احتفالات عيد العرش، بدأ عدد من أعضاء حكومة عزيز أخنوش عطلتهم السنوية، التي تمتد لثلاثة أسابيع، لكنها عطلة بنَفَس خاص هذا العام، بعدما شدد رئيس الحكومة على توجيه واضح: “خذوا عطلتكم، لكن لا تغلقوا هواتفكم!”.

 راحة نسبية في ظل التحديات
الرسالة السياسية كانت واضحة: الاستعداد لموسم سياسي حافل، قد يكون الأخير في عمر الحكومة الحالية. ومع تراكم الملفات الاجتماعية والاقتصادية، يبدو أن راحة الوزراء هذا الصيف ستكون نسبية ومشروطة، لا سيما بالنسبة لحاملي الحقائب الوزارية ذات الطابع الحساس والاستراتيجي.

 توزيع الوجهات… ودرجات الانخراط
بحسب مصادر مطلعة، اختار عدد من الوزراء البقاء في الرباط أو القيام بتنقلات خفيفة داخل التراب الوطني، خصوصًا نحو شمال وشرق المملكة. ومن بين هؤلاء، وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، الذي اختار مدينة طنجة كمحطة صيفية، بينما فضّل آخرون قضاء العطلة بالخارج، وتحديدًا إسبانيا وتركيا.

أما البعض الآخر، فقد طلب تأجيل العطلة إلى شتنبر، بسبب ضغط الملفات أو ارتباطهم بمواعيد حساسة. ومن جهة أخرى، تشير المعطيات إلى أن وزير العدل عبد اللطيف وهبي كان من أكثر الوزراء إصرارًا على الاستفادة من العطلة مبكرًا، بالنظر إلى ما وصفه بـ”مرحلة صعبة” مر بها مؤخرًا. بينما كان أول من دخل العطلة فعليًا هو كاتب دولة.

 وزراء “في الخدمة” رغم العطلة
بالمقابل، اختار وزراء آخرون الاستمرار في مواقعهم دون استفادة من العطلة الصيفية إلى حدود الساعة، لأسباب مرتبطة بطبيعة مناصبهم. ويأتي على رأس هؤلاء وزير الخارجية ناصر بوريطة، الذي يواصل الانخراط في أنشطة دبلوماسية واستقبال وفود وشخصيات رفيعة. كما يواصل فوزي لقجع، الوزير المكلف بالميزانية، إعداد مشروع قانون المالية لسنة 2026، وهو ملف دقيق يحتاج لمواكبة مستمرة.

 دعم السياحة الداخلية… بالقدوة
في انسجام مع توجه الحكومة لدعم السياحة الداخلية، اختار أغلب الوزراء الذين استفادوا من العطلة البقاء داخل المملكة، وهو ما اعتُبر إشارة إيجابية لدعم الاقتصاد المحلي والسياحة الوطنية، خصوصًا في بعض المناطق التي تعاني من تباطؤ في النشاط السياحي.

 مرحلة مفصلية
يبقى من الواضح أن عطلة الوزراء هذه السنة ليست كسابقاتها، فالهاتف المحمول سيبقى مشحونًا، والملفات لن تُغلق تمامًا. ومع اقتراب الدخول السياسي، وتزايد الضغط الاجتماعي والاقتصادي، فإن الحكومة مطالبة بإعداد جيد لما يُنتظر أن يكون فصلًا سياسيًا ساخنًا وحاسمًا في مسارها.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 335

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *