حي أوربيع ببني ملال يحتج على التهميش.. وعيون على جبال اشتوكة: من سينتفض ضد اللامساواة التنموية؟

في صباح اليوم الاثنين 4 غشت، تحوّل حي أوربيع الهامشي بمدينة بني ملال إلى عنوان جديد للاحتجاج الاجتماعي، بعدما خرج العشرات من ساكنته، رجالاً ونساءً، شبابًا وكهولاً، في مسيرة احتجاجية سلمية توجت بوقفة أمام مقر ولاية جهة بني ملال–خنيفرة، رافعين شعارات تندد بالإقصاء، وتطالب بحقهم في العيش الكريم.

المشهد لم يكن عادياً. اللافتات كانت واضحة، الهتافات أكثر وضوحاً، والألم المشترك عنوانه واحد: التهميش البنيوي المستمر منذ سنوات، وسط لامبالاة الجهات المعنية.

عطش، ظلام، وموت بطيء
المحتجون تحدثوا بصوت واحد عن معاناة يومية: غياب الماء الصالح للشرب، انقطاع متكرر للكهرباء، ضعف الخدمات الصحية، وغياب أي مشروع بنيوي يربطهم بحياة تستحق أن تُعاش. في زمن تحجز فيه المدن حظها من البنيات التحتية والمشاريع التنموية، يبدو أن حي أوربيع بقي في الهامش، لا يراه المسؤولون إلا كرقم في التقارير أو كصوت انتخابي عند الحاجة.

ومما زاد من تأجيج الغضب، هو ما وصفه المحتجون بـ”التمييز في توزيع التنمية”، إذ في الوقت الذي تُضخ فيه الملايين في المهرجانات والحفلات، تبقى الأولويات الحقيقية – الماء، الصحة، الطرق، التعليم – مؤجلة بلا أجل.

من بني ملال إلى جبال اشتوكة.. هل تنتفض الهضاب والجبال؟
احتجاج أوربيع ليس حدثاً منعزلاً. بل هو إنذار شعبي يمكن أن يتكرر في مناطق أخرى تعرف تهميشاً مشابهاً، خصوصاً في مناطق مثل جبال اشتوكة آيت باها، حيث تعيش العديد من الدواوير على وقع نفس المعاناة: عزلة، طرق مهترئة، غياب للماء، ومراكز صحية شبه مغلقة.

فبينما تتحضّر بعض الجماعات في الإقليم لإطلاق مهرجانات موسمية تتصدر فيها العناوين البراقة وفرق الفلكلور، تتوارى مشاكل المواطنين خلف كواليس الإهمال: لا أثر لمشاريع فك العزلة، ولا حديث عن إنصاف تنموي أو برامج للعدالة المجالية.

فهل تتحرك ساكنة الجبال هي الأخرى؟ هل سيأتي الدور على دوار في قمم سوس ليقول: “نحن أيضًا نريد طريقًا بدل منصة موسيقية، ونريد مستوصفًا بدل فرقة غنائية”؟

صرخة للتنمية لا للفرجة فقط
المشهد في أوربيع يعكس صحوة مجتمعية جديدة: المواطن لم يعد يطلب الكثير، فقط الحق في العيش الكريم، أن تُرى معاناته وتُدرج في الميزانيات، أن تتقدم تنميته على قوائم “الفرجة الرسمية”.

وفي انتظار تجاوب المسؤولين مع مطالب ساكنة بني ملال، تترقب أعين المراقبين هل ستلتحق مناطق أخرى بهذا المد الاحتجاجي، أم ستظل ساكنة الهامش تكتفي بالفرجة على مهرجانات تمول من معاناتها؟

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 771

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *