في ظل الدينامية التنظيمية التي يشهدها حزب الحركة الشعبية بإقليم اشتوكة آيت باها، ترأس المنسق الإقليمي السيد عمر أعراب، اليوم الأحد، أشغال المؤتمر المحلي للحزب بجماعة سيدي بيبي، إلى جانب مؤتمر منظمة النساء الحركيات، بحضور يفوق 400 مؤتمر ومؤتمرة.
ورغم الأجواء التنظيمية التي حاول المنظمون تأكيدها، فقد عرف المؤتمر مشاحنات حادة بين المنسق السابق والحالي، تطورت إلى أعمال تخريب للكراسي والطاولات، ما كاد أن ينسف الحدث برمّته، ويكشف عن هشاشة البنية التنظيمية للحزب بالإقليم.

وقد أسفرت أشغال المؤتمرين عن انتخاب السيد الحسين أوراص كاتبًا محليًا للحزب بجماعة سيدي بيبي، والسيدة عزيزة عثماني كاتبة إقليمية لمنظمة النساء الحركيات، في خطوة اعتُبرت محاولة لتجديد النخب التنظيمية، لكنها لم تُخفِ عمق الأزمة التي يعيشها الحزب.
أزمة “الوافدين” وتآكل الهوية الحركية
من أبرز مظاهر الاختلال التنظيمي، هي هيمنة الوافدين من أحزاب أخرى على المشهد الحركي المحلي، سواء داخل المنسقية أو في المجلس الإقليمي. فجل الأسماء البارزة اليوم لم تتدرج داخل المدرسة الحركية، ولم تتشبع بثقافتها، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الحزب وهويته السياسية.
هذا الواقع يهدد بتفريغ الحزب من مناضليه الأصليين، ويحوّله إلى منصة انتخابية عابرة، بدل أن يكون فضاءً للتأطير السياسي والتراكم التنظيمي.
نحو إصلاح حقيقي
إن تجاوز هذه الأزمة يتطلب فتح نقاش داخلي حول شرعية الهياكل وتوجهات الحزب وإعادة الاعتبار للمناضلين الحركيين الأصليين ووضع حد لهيمنة الوافدين على القرار التنظيمي وتعزيز الديمقراطية الداخلية والشفافية في التسيير.
ما حدث في مؤتمر سيدي بيبي ليس مجرد حادث عرضي، بل هو مؤشر على أزمة بنيوية في التنظيم الحزبي، تستدعي تدخلًا عاجلًا من القيادة الوطنية، قبل أن يفقد الحزب ما تبقى من شرعيته ومصداقيته في الإقليم.














