تعيش مجموعة مدارس مكتار التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، على وقع وضع مزرٍ يعكس حجم الاختلالات في البنية التحتية التربوية بالمناطق القروية، حيث أضحت المرافق الصحية في حالة يرثى لها، كما توثق الصور المتداولة، مما يدفع التلاميذ والتلميذات إلى قضاء حاجتهم في العراء في مشهد صادم لا يليق بمؤسسة تربوية.
الصور التي تم التقاطها من داخل المؤسسة تكشف عن واقع مأساوي: جدران متآكلة، أرضيات ملوثة، غياب شبه تام للنظافة، وأبواب متهالكة، في وقت يُفترض أن تكون المدرسة فضاءً للتربية على القيم والصحة والنظافة.
وإلى جانب أزمة المراحيض، تعاني المؤسسة من غياب الماء الصالح للشرب وانعدام تهيئة الساحات، مما يجعل ظروف تمدرس التلاميذ صعبة وغير إنسانية، خاصة في ظل موجات الحر التي تعرفها المنطقة خلال فترات طويلة من السنة.
مصادر من داخل جمعية آباء وأولياء التلاميذ أكدت للجريدة أنها رفعت عدة شكايات وطلبات رسمية إلى المديرية الإقليمية للتعليم ، مطالبة بالتدخل العاجل لإصلاح المرافق المتدهورة وتوفير الحد الأدنى من شروط السلامة والنظافة داخل المؤسسة. غير أن تلك النداءات، تقول المصادر، “لم تجد إلى حدود الساعة آذانًا صاغية”، في استمرارٍ لنهج التجاهل الذي يعمّق الإحباط لدى الساكنة المحلية.
وفي الوقت الذي تراهن فيه وزارة التربية الوطنية على تعميم التعليم والرفع من جودته في إطار مشاريعها المندمجة، يطرح هذا الواقع تساؤلات حقيقية حول عدالة توزيع الموارد وأولويات الإصلاح في الوسط القروي، خاصة أن المؤسسات التعليمية في المناطق النائية تبقى الحلقة الأضعف في منظومة التعليم الوطني.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح:
متى سيتحرك المسؤولون لإنصاف تلاميذ مجموعة مدارس مكتار، وتمكينهم من حقهم البسيط في بيئة مدرسية لائقة تحفظ كرامتهم وصحتهم؟

صورة التقطت قبل سنتين ومازال الوضع على ما هو عليه














