شهد المستشفى الإقليمي بمدينة بيوكرى، الأسبوع الماضي، مصادقة رسمية على تعيين طبيبين متخصصين في طب العظام، وذلك برسم دفعة 2025. تُعد هذه الخطوة مكسبًا هامًا وضروريًا لتعزيز العرض الصحي بالإقليم الذي ظل لسنوات طويلة يواجه تحديات جمة ونقصًا حادًا في الموارد البشرية الطبية، خاصة في التخصصات الدقيقة.
يأتي هذا القرار استجابةً مباشرة لمطالب متكررة وملحة رفعتها ساكنة الإقليم، إلى جانب الهيئات المنتخبة والجمعيات المدنية، التي طالبت بضرورة سد العجز المسجل في الكفاءات الطبية المتخصصة. هذا النقص كان يُلقي بظلاله على جودة الخدمات المقدمة، ويزيد من الضغط على المؤسسات الصحية المحلية، والأهم من ذلك، كان يتسبب في معاناة كبيرة للمرضى الذين يضطرون للتنقل إلى مدن أخرى، أحيانًا بعيدة، من أجل تلقي العلاجات الضرورية في تخصصات بسيطة كانت أو دقيقة.
ويُركز هذا التعيين الجديد على تعزيز التخصصات المتواجدة أصلاً بالمستشفى، لتقوية نقاط الضعف المسجلة بها، ما سيعمل على تحسين الرعاية المقدمة للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخلات وعلاجات خاصة بالعظام والمفاصل. ومن المتوقع أن يُساهم التعيين في تخفيف الضغط على الأطر الطبية العاملة وتقليل قوائم الانتظار.
وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة، إلا أن المستشفى الإقليمي لا يزال بحاجة ماسة إلى تعيينات جديدة في عدد من التخصصات الحيوية الأخرى التي لم يتوصل فيها المرفق بأي تعيين بعد، والتي تُعد ركائز أساسية لأي مؤسسة استشفائية شاملة. وتشمل قائمة التخصصات التي لا يزال النقص فيها قائمًا كلاً من تخصص التخدير والإنعاش، وهو تخصص محوري لكل التدخلات الجراحية والعناية المركزة، إلى جانب طب النساء والولادة، جراحة الأوعية الدموية، الأمراض الجلدية، الوراثة الطبية، طب الأورام، أمراض الصدر، والطب النفسي.
إن تعيين الأطباء المتخصصين في طب العظام يمثل انطلاقة إيجابية نحو تحقيق عدالة مجالية في الخدمات الصحية، ويُعطي بصيص أمل لسكان إقليم بيوكرى. غير أن تحقيق الاكتفاء الذاتي والوصول إلى مستوى خدمات صحية يرضي تطلعات المواطنين يتطلب استمرار الجهود وتضافرها، لضمان سد جميع الثغرات في التخصصات المذكورة آنفًا، وتوفير كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة، لكي يتمكن المستشفى الإقليمي من الاضطلاع بدوره الكامل كمؤسسة صحية مرجعية لسكان الإقليم.
