أشعل قرار رئيس جماعة وادي الصفا بإقليم أشتوكة آيت باها، بالتراجع عن مشروع حفر بئر مائي، موجة غضب واسعة بين سكان خمسة دواوير تابعة لقبيلة “إداوكران”، بعدما كان هذا المشروع يمثل أملاً كبيرًا لإنهاء أزمة العطش المزمنة التي تثقل كاهلهم منذ سنوات.
المشروع، الذي كان من المنتظر أن يزوّد دواوير تدوارت، وتين حافي، وتولشكر، وتين عبدالله أوعلي، بمصدر مستدام للماء الصالح للشرب، حظي بمصادقة المجلس الجماعي في مارس 2020، وتم إطلاق صفقة الحفر في مايو 2021. إلا أن قرار التراجع، الذي جاء بعد أشهر قليلة من الانتخابات الجماعية لسنة 2021، شكّل صدمة للأهالي الذين اعتبروا ذلك تنصلاً من وعود انتخابية سابقة.
ويؤكد سكان هذه الدواوير أن جميع الترتيبات الإدارية كانت قد استوفيت، إذ تسلمت الجماعة قطعة الأرض المخصصة للبئر كهبة مجانية من أحد المحسنين، بينما تكفلت جمعية الرضى للتنمية والتعاون بدفع رسوم الترخيص منذ عام 2021.
ويطالب الأهالي السلطات الإقليمية بالتدخل العاجل لإعادة المشروع إلى مساره، محذرين من تفاقم أزمة الماء في ظل موجات الجفاف المتتالية. كما أثار فاعلون جمعويون تساؤلات حول مصير مشاريع مماثلة، حيث قامت الجماعة منذ سنة 2016 بحفر آبار في مناطق أخرى مثل تين خزاز، ودوار زيان، واكرور، وشن، وأيت بلا، وتوعسكري، لكنها بقيت غير مستغلة، مما يطرح علامات استفهام حول جدية وفعالية التدبير المحلي للمشاريع التنموية.
في ظل هذه التطورات، يبقى أمل سكان “إداوكران” معلقًا على إرادة السلطات الإقليمية في إعادة الاعتبار لهذا المشروع الحيوي، ووضع حد لمعاناة عطش طالت أكثر مما ينبغي.