في نداء استعجالي يعكس معاناة مستمرة لعقود، رفعت ساكنة السفح الغربي للجماعة الترابية سيدي عبد الله البوشواري، الواقعة في الدائرة الجبلية لإقليم شتوكة آيت باها، شكاية إلى السيد عامل الإقليم تطلب فيها تدخلاً فورياً لإنهاء ما وصفوه بـ “الحيف والتمييز المجالي” الناتج عن الانعدام شبه التام لتغطية شبكات الاتصالات الهاتفية والإنترنت.
الشكاية، التي توصلنا بنسخة منها، تسلط الضوء على واقع مرير تعيشه مئات الأسر في المنطقة، حيث تسببت هذه الفجوة الرقمية في عزلة اجتماعية وتنموية، إضافة إلى تهديدات حقيقية على حياتهم. ووفقاً للوثيقة، فإن هذا الوضع يحرمهم من أبسط شروط العيش الكريم في ظل التطورات المتسارعة في عالم الرقمنة والتواصل.
وتشير الشكاية إلى أن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم، بل هي معاناة تمتد لعقود، وقد سبق للساكنة أن تقدمت بعشرات الشكاوى الرسمية إلى كل من المجالس المحلية والإقليمية وشركات الاتصالات المعنية لأكثر من 13 سنة، دون أن يتم اتخاذ أي إجراء يذكر، مما أبقى الوضع على حاله في دواوير مثل تييوت، وطازامان، وأيت بيدان، واكجيمن مكتار، وإكراومزيل وغيرها.
ولعل أبرز ما ورد في نداء الساكنة هو التركيز على الجانب الإنساني والصحي الذي أصبح يشكل حالة “طوارئ حقيقية”. فالانعدام التام لوسائل الاتصال في هذه المناطق الجبلية يجعل من المستحيل التواصل مع الإسعاف أو الأهل في حالات الطوارئ الطبية، مثل لسعات العقارب السامة، أو الوعكات الصحية الحرجة، أو حالات المخاض لدى النساء الحوامل. هذا الوضع يجعل من تحقيق التنمية القروية في هذه المناطق “ضرباً من ضروب الخيال” على حد تعبيرهم.
وتؤكد الشكاية أن هذا الحرمان الرقمي لا يقتصر على الجانب الاجتماعي والصحي فقط، بل يمتد ليشمل الجانب التعليمي أيضاً. فالفروع المدرسية الثلاث بالمنطقة تعاني من نفس المشكل، مما يحرم تلاميذها من فرص التعليم الرقمي والتواصل مع محيطهم المدرسي والتعليمي، وهو ما يتعارض مع الجهود الوطنية لتعميم الرقمنة في قطاع التعليم.
وفي ختام شكواهم، ناشد سكان المنطقة كافة الفاعلين والسلطات المحلية والإقليمية للتحرك بشكل عاجل وفعال، ووضع حد لهذا التهميش الرقمي الذي لا يتوافق مع التوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، تشمل كافة ربوع المملكة، وخصوصاً المناطق الجبلية والقروية.