في مشهد تنموي غير مسبوق، وبمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى المجيدة لعيد العرش، أكد عامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، أن الإقليم قد دخل بالفعل مرحلة جديدة من الحركية التنموية التي تستهدف البنيات الأساسية والخدمات العمومية، وتضع في صلب أولوياتها النهوض بأوضاع الساكنة وتحقيق العدالة المجالية والاجتماعية.
منذ تعيينه على رأس عمالة الإقليم، أبان العامل الصبتي عن رؤية واضحة، قوامها التنزيل الواقعي لبرامج التنمية، وتجويد التدبير الترابي، وخلق دينامية جديدة في مختلف الجماعات، وهو ما تجسد على أرض الواقع من خلال سلسلة من المشاريع التي تم تدشينها أو إطلاقها خلال اليومين الماضيين، والتي همّت قطاعات حيوية تمسّ حياة المواطنين بشكل مباشر.
بيوكرى تتزين بثقافة المستقبل
في قلب مدينة بيوكرى، أشرف السيد العامل على تدشين مشروع تهيئة المركب الثقافي “الرايس سعيد اشتوك”، الذي حظي بتجديد شامل مسّ فضاءاته الفنية والمعلوماتية والمكتبية، ليصبح وجهة فنية حقيقية قادرة على احتضان الفعل الثقافي والفني بمواصفات عصرية. هذا المرفق، الذي بلغت كلفته 5.3 مليون درهم، يعدّ اليوم عنواناً لاستعادة بريق المدينة الثقافي.
كما تم استعراض برنامج التأهيل الحضري لبيوكرى للفترة 2024-2027، الذي تصل استثماراته إلى أكثر من 287 مليون درهم، ويشمل مشاريع الإنارة العمومية وتوسيع الشوارع وتهيئة الفضاءات الخضراء والساحات، في مقاربة شمولية تروم تجويد حياة الساكنة وإضفاء طابع حضاري يليق بحاضرة الإقليم.
الصحة في قلب الأولويات
ومن أبرز ما طبع هذه الجولة التنموية، التدشين المتعدد لمراكز صحية قروية مجهزة، وسكنيات وظيفية بمناطق واد الصفاء وسيدي بيبي وآيت باها، وذلك في إطار برنامج التقليص من الفوارق المجالية. هذه المشاريع الصحية، التي تجاوز مجموع استثماراتها 4.4 مليون درهم، تشكل رافعة أساسية لتقريب العلاج من ساكنة المناطق الجبلية والبعيدة، خاصة في ما يرتبط بصحة الأم والطفل، وتتبع الحالات المزمنة، ومراقبة الحمل.
بنية تحتية… في خدمة العدالة المجالية
الشق المتعلق بالبنية التحتية لم يكن غائباً عن جولة السيد العامل. ففي سيدي وساي، أُعطيت انطلاقة بناء محاور طرقية بقيمة 4.9 مليون درهم، لربط الدواوير المعزولة وتحسين التنقل نحو المرافق الأساسية. كما شهدت سيدي بيبي تدشين الطريق الرابطة بين دوار تاكوت أحشاش والطريق الوطنية رقم 1، ضمن برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وفي نفس الإطار، تم تسليط الضوء على حصيلة مشاريع برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، والتي بلغ غلافها المالي 720 مليون درهم، موزعة على مجالات الطرق، التعليم، الصحة، والماء الصالح للشرب. أرقام تكشف بجلاء التحول النوعي الذي تشهده جماعات الإقليم، وتترجم إلى واقع ملموس الإرادة الحقيقية في إرساء عدالة ترابية فعلية.
مرافق إدارية وترفيهية تعزز العرض المحلي
وفي خطوة نوعية لتعزيز الخدمات الإدارية، وُضع الحجر الأساس لبناء المقر الجديد لجماعة بيوكرى بغلاف مالي قدره 13 مليون درهم. كما كانت جماعة آيت باها على موعد مع انطلاق أشغال الشطر الأول من المسبح الجماعي، الذي يعد أول بنية من نوعها بالمنطقة، باستثمار بلغ 4.144 مليون درهم، موجَّه لخدمة شباب المنطقة، وخلق فضاء ترفيهي ورياضي بمواصفات حديثة.
رؤية عامل الإقليم: تنمية شاملة ومستدامة
تعكس هذه المشاريع المتنوعة، والموزعة بشكل متوازن على مختلف الجماعات، عمق الرؤية التي يقود بها العامل الصبتي التنمية بالإقليم. إنها مقاربة تشاركية تعتمد على التنسيق بين مختلف المتدخلين من قطاعات وزارية، ومؤسسات جهوية، وجماعات ترابية، من أجل استثمار أمثل للموارد وتحقيق أعلى درجات النجاعة المجالية.
فمن الثقافة إلى الصحة، ومن البنية التحتية إلى الترفيه، ومن الماء إلى الإنارة، يسجل إقليم اشتوكة آيت باها، منذ حلول محمد سالم الصبتي، منعطفاً جديداً على درب التنمية المتوازنة، يؤسس لمستقبل واعد ويبعث برسائل أمل حقيقية لساكنة الجبال والسواحل والسهول على حد سواء.
في اشتوكة اليوم، لم يعد الحديث عن التغيير مجرد شعار، بل واقع ينبض في كل ورش، وكل حجر أساس، وكل طريق تُعبّد نحو غد أفضل.
A.Boutbaoucht