الخيمة الحسانية تُجدد البيعة والوفاء بحضور رسمي وتكريم خاص لعامل إقليم اشتوكة

شهد دوار آيت وكمار بجماعة الصفاء، زوال أمس الخميس 24 يوليوز 2025، أجواء احتفالية استثنائية بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة الخامسة من ملتقى “الخيمة الحسانية”، الذي تنظمه جمعية الخيمة الحسانية تحت شعار: “عيد العرش المجيد.. تجديد للبيعة والوفاء”، وذلك تزامناً مع الاحتفالات الوطنية بالذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده عرش أسلافه المنعمين.

وقد ترأس حفل الافتتاح الرسمي الكاتب العام لعمالة إقليم اشتوكة آيت باها، نيابة عن السيد العامل محمد سالم الصبتي، مرفوقاً بوفد رسمي رفيع يضم مسؤولين مدنيين وعسكريين ومنتخبين محليين، إلى جانب شخصيات ثقافية وجمعوية وفعاليات من المجتمع المدني، في مشهد يعكس التلاحم الوطني العميق بين مكونات المجتمع المغربي.

هدية رمزية لعامل الإقليم
وخلال فعاليات الافتتاح، تم تقديم هدية تكريمية رمزية لعامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، تسلمها الكاتب العام للعمالة نيابة عنه، تقديراً لجهود العامل في دعم الدينامية التنموية بالإقليم، ولدوره في دعم المبادرات الثقافية التي تعزز روابط الأخوة بين ساكنة سوس والقبائل الصحراوية.

الخيمة الحسانية.. ثقافة، انتماء وتنمية
يمثل الملتقى لحظة ثقافية وإنسانية بامتياز، تنظمها قبيلة أولاد بوعشرة ذات الجذور الصحراوية العريقة، احتفاءً بتراثها الحي وولائها المتجدد للعرش العلوي. وقد شهد حفل الافتتاح حضوراً وازناً لأبناء القبيلة، القادمين من مختلف مناطق المملكة، ومنهم أفراد الجالية المقيمة بالخارج، الذين تقاطروا على المنطقة لتجديد صلة الرحم والتعبير عن اعتزازهم بمغربيتهم وارتباطهم بالوطن الأم.

وأكدت الجمعية المنظمة أن الملتقى، المنظم بين 24 و27 يوليوز الجاري، يُراد به تعزيز الروابط التاريخية والاجتماعية بين جهة سوس ماسة والأقاليم الجنوبية، وتسليط الضوء على دور الصحراء المغربية في معادلة التنمية الوطنية، وكذا إبراز الدور الريادي لصاحب الجلالة في النهوض بالأقاليم الجنوبية عبر نموذج تنموي طموح ومتكامل.

برنامج متنوع وتراث غني
يشمل البرنامج العام للملتقى باقة من الأنشطة الثقافية والفنية والتراثية، أبرزها:

ندوة علمية تسلط الضوء على رمزية البيعة ومكانة الصحراء المغربية.

عروض فنية وفلكلورية من التراث الحساني.

سباقات الهجن وعروض الفروسية التقليدية (التبوريدة).

معارض للمنتوجات المجالية والصناعة التقليدية.

ورشات تكوينية وأنشطة للأطفال.

مقابلات تكريمية في كرة القدم.

أمسيات شعرية حسانية تسرد ذاكرة الصحراء الشفهية.

حفلات تكريمية لأسماء ساهمت في التنمية المحلية والعمل الجمعوي بالمنطقة.

أجواء تنظيمية وأمنية محكمة
وحظي الملتقى بتنظيم محكم، بإشراف من السلطات المحلية ممثلة في رئيس دائرة بيوكرى وقائد قيادة الصفاء، مدعومين بعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، ما وفّر أجواء احتفالية سلسة وآمنة، ساهمت في استقطاب جماهير غفيرة من مختلف جماعات الإقليم ونواحيه.

شهادات حية تعكس التلاحم الوطني

وفي تصريحات متفرقة للجريدة، أكد عدد من الفاعلين المحليين أن الملتقى يعكس عمق الروابط الأخوية المتجذرة بين القبائل الصحراوية وساكنة سوس، مشيرين إلى أن هذه العلاقة تطورت على مر السنين لتصل إلى مستوى من التمازج الثقافي واللغوي، حيث أصبح الصحراويون يتحدثون الأمازيغية بطلاقة، في حين يتقن أبناء سوس بدورهم اللغة الحسانية.

كما اعتبر متحدثون آخرون أن هذه التظاهرة تُعد رسالة ولاء للوطن والملك، وفرصة حقيقية لتعزيز روح الانتماء الوطني لدى الأجيال الصاعدة، مؤكدين أن الصحراء وسوس تمثلان معاً وجهاً واحداً لهوية مغربية موحدة تحت راية المملكة.

ملتقى الخيمة الحسانية بأيت وكمار لم يكن مجرد احتفال تقليدي، بل محطة وطنية بامتياز تُجسد معاني الانتماء، وتُبرز وجهاً مشرقاً لمغرب متنوع، غني، وموحد، يسير بخطى واثقة نحو المستقبل تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

A.Boutbaoucht

الأخبار ذات الصلة

1 من 766

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *