ترأس رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اليوم بالرباط، اجتماعًا هامًا لمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، استعرض خلاله واقع قطاع الاتصالات في المملكة ووضع خطوط عريضة لمستقبله الواعد، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية الطموحة “المغرب الرقمي 2030”.
أكد السيد أخنوش أن تعميم تغطية شبكة الاتصالات، خاصة في المناطق الجبلية والنائية، يُعد أولوية قصوى. ودعا إلى تحديد هذه المناطق بدقة والعمل على توفير التغطية اللازمة بالتنسيق الوثيق مع باقي القطاعات المعنية، في خطوة تؤكد التزام الحكومة بتقليص الفجوة الرقمية وضمان ولوج الجميع إلى الخدمات الأساسية.
قرارات مفصلية لتعزيز البنية التحتية الرقمية
أسفر الاجتماع عن مجموعة من القرارات المفصلية التي ترسم ملامح مستقبل الاتصالات في المغرب:
إطلاق عملية مسح شاملة لتحديد المناطق غير المغطاة بشبكة الاتصالات، وهي خطوة ضرورية لوضع خطط عمل دقيقة وموجهة.
البدء في تنفيذ تكنولوجيا الجيل الخامس (5G)، مما يضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في تبني أحدث التقنيات الاتصالية، ويفتح آفاقًا واسعة للابتكار والخدمات الجديدة.
تحيين المخطط الوطني للترددات، لضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطيفية ودعم التطورات التكنولوجية المتسارعة.
تعزيز تغطية الإنترنت عالي الصبيب والألياف البصرية، باستثمارات ضخمة تصل إلى 80 مليار درهم. تهدف هذه الاستثمارات الطموحة إلى تحقيق تغطية بنسبة 85% من السكان بتقنية الجيل الخامس بحلول عام 2030، وهو ما سيحدث ثورة في سرعة وجودة الاتصال بالإنترنت في جميع أنحاء المملكة.
المغرب يتصدر المشهد الإفريقي
من جانبه، كشف المدير العام للوكالة عن أرقام تؤكد الريادة المغربية في مجال الاتصالات على المستوى الإفريقي. ويحتل المغرب المرتبة الأولى بين الدول الإفريقية في مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما أشار إلى أن المملكة تضم 57 مليون مشترك في الهاتف المحمول، وقرابة 40 مليون مستخدم للإنترنت، بنسبة استخدام تبلغ 90%، وهي أرقام تعكس دينامية القطاع ونسبة الانتشار الواسعة للخدمات الرقمية بين المواطنين.
إن هذه القرارات والاستثمارات الضخمة تؤكد عزم المغرب على تعزيز مكانته كمركز رقمي إقليمي، وتوفير بنية تحتية اتصالية عصرية تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، وتمكن المواطنين من الاستفادة الكاملة من الفرص التي يتيحها العالم الرقمي. إن “المغرب الرقمي 2030” ليس مجرد استراتيجية، بل هو رؤية لمستقبل مشرق يعتمد على الابتكار والتواصل والولوج الشامل.
