في مشهد بطولي ومؤثر، خطف أحد عناصر القوات المساعدة الأنظار، مساء أمس الإثنين، بشاطئ أركمان بالناظور، بعدما تدخل بشجاعة لإنقاذ فتاة كانت على وشك الغرق وسط أمواج البحر.
وقع الحادث عندما كانت الفتاة تسبح قبل أن تفقد السيطرة وتبدأ في الغرق، وبدون تردد، سارع الشاب المكلف بمراقبة الشاطئ إلى التدخل، متحديا الخطر، ليتمكن من الوصول إليها وسحبها إلى بر الأمان، بفضل سرعة استجابته وشجاعته الكبيرة، تم إنقاذ حياتها وهي الآن في وضع صحي مستقر.
لكن هذا العمل البطولي لم يكن بلا ثمن، فقد أصيب العنصر الأمني بإرهاق شديد نتيجة الجهد الكبير الذي بذله وسط المياه، الأمر الذي استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الحسني بالناظور لتلقي العلاجات الضرورية، حيث وصفت حالته بالحرجة.
هذا التصرف الإنساني النبيل يعكس مدى تفاني أفراد القوات المساعدة في أداء مهامهم، وتجندهم لحماية أرواح المواطنين حتى في أحلك الظروف، فبينما كانت فتاة صغيرة تجرفها أمواج قوية وتغرق أمام أنظار الشهود العاجزين، لم يتردد لحظة واحدة، بل اندفع نحو البحر، متحديا التيار الجارف، ومعرضا حياته للخطر، ليعيدها إلى الشاطئ سالمة.
وبعد هذا الجهد الجبار، نقل هذا البطل المتواضع على وجه السرعة إلى مستشفى الحسني بالناظور، وكذلك الفتاة التي أنقذها، ولقد لاقى هذا الفعل إشادة بالإجماع من كل من شهدوا الواقعة، لما يجسده من شجاعة نادرة وإحساس عميق بالواجب.
ومن خلال هذا الشاب، نوجه التحية إلى جميع أفراد القوات المساعدة في المملكة، هؤلاء الرجال الذين يعملون بصمت في الظل، يسهرون ليلا ونهارا على أمن المواطنين، ويتدخلون في اللحظات الحرجة، ويبرهنون على التزام لا مثيل له، غالباً على حساب حياتهم.
هؤلاء لا يسعون إلى التقدير ولا إلى أضواء الإعلام، ومع ذلك فإن أفعالهم تستحق كل التقدير، لأنهم الحماة الحقيقيون للحياة اليومية، والسد البشري الذي يتصدى للخطر دون تردد حينما تتداعى الأمور.
لهذا الشاب المنقذ، ولكل زملائه عبر ربوع الوطن، نوجه شكرا عميقا، شكرا لشجاعتكم وإنسانيتكم ووفائكم للرسالة النبيلة التي تجسدونها كل يوم، أنتم شرف المغرب الصامت والثابت.