عامل إقليم إنزكان يدخل على خط أزمة الحرفيين بآيت ملول

استقبل عامل إقليم إنزكان آيت ملول، السيد إسماعيل أبو الحقوق، صباح اليوم الثلاثاء 13 ماي 2025، مجموعة من الحرفيين والصناع التقليديين الذين نظموا، أمس الإثنين، وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر ملحقة جماعة آيت ملول، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”التهميش الممنهج” من طرف المجلس الجماعي.

ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي على خلفية التعديلات التي طالت تصميم التهيئة القطاعي لمشروع الحي الحرفي بمنطقة أزرو، حيث تم استبدال رمز المنطقة الحرفية برمز مخصص للأنشطة التجارية الكبرى. واعتبر المحتجون هذا التغيير “تهديدًا وجوديًا” لمصالحهم، و”ضربًا في العمق” لمستقبلهم المهني والاجتماعي.

ورغم التحاق رئيس جماعة آيت ملول بمكان الوقفة ودعوته إلى الحوار، فقد أكد الحرفيون أن الأزمة أعمق من مجرد “خطأ تقني”، مشددين على أنها تعكس “سياسة إقصائية ممنهجة” تهدف إلى إقصاء الصناعات التقليدية لصالح مشاريع تجارية كبرى، في تجاهل صارخ للجهود المبذولة من قبل عامل الإقليم، والتي أثمرت حصول المشروع على دعم مالي قدره 4 ملايين درهم من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

نقاش صريح في مقر العمالة
وقد حضر الاجتماع الذي عقد بمقر عمالة إنزكان آيت ملول كل من مدير ديوان عامل الإقليم ، ورئيس الدائرة الشرقية، إلى جانب رئيس جماعة آيت ملول السيد هشام قيسوني، ونائبه الثاني عادل المرابط و نائب رئيس مجلس العمالة السيد الوافي لعميم.

وخلال اللقاء، أكد السيد العامل للحاضرين أنه انتقل شخصيًا إلى آيت ملول لمعاينة الوضع عن كثب، في تأكيد واضح لجدية تعاطيه مع ملف الحرفيين. كما شدد على أن ما يتم تداوله حول إلغاء المشروع “غير صحيح”، مجددًا التزامه التام بتنفيذ المشروع على أرض الواقع وفق التصور الأصلي الذي يحفظ حقوق الحرفيين.

ولم تخلُ الجلسة من نبرة نقد حاد، إذ وجه العامل انتقادات صريحة لرئيس الجماعة بخصوص ضعف التواصل مع الساكنة، مشيرًا إلى أن عددًا من مكونات المجلس غير راضية عن طريقة التسيير الحالية. كما عبّر عن استيائه من تقاعس النائب الثاني في القيام بمهامه المرتبطة برصد مشاكل البنية التحتية، وهي القضايا التي دفعت بالصحافة وفعاليات المجتمع المدني إلى دق ناقوس الخطر بسبب تدهور أوضاع عدد من الأحياء.

وأكد السيد أبو الحقوق أن مكتبه مفتوح لجميع المواطنين، بما فيهم الحرفيون، داعيًا إلى التواصل المباشر وتجاوز منطق الوساطة السياسية غير الفعالة.

صورة جماعية وختام بأمل المتابعة
واختُتم اللقاء بأخذ صورة جماعية تذكارية، في إشارة رمزية إلى رغبة عامل الإقليم في ترسيخ ثقافة القرب والإنصات، ومواصلة الاشتغال على الملفات الاجتماعية الحساسة، وعلى رأسها ملف الحرفيين، الذين شددوا على أهمية استثمار الدعم الوزاري المُتاح، ومراجعة تصميم التهيئة بما يضمن لهم الكرامة والاستقرار.

ويُنتظر أن تتواصل المتابعات المؤسساتية لهذا الملف في قادم الأيام، وسط ترقب واسع من طرف المهنيين وسكان المدينة، لما ستحمله المرحلة المقبلة من قرارات قد تعيد الاعتبار لقطاع تقليدي يُعتبر رافعة تنموية حيوية في آيت ملول.

A.Bout

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬315

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *