ارتفاع الثقة في المؤسسات السيادية والتعليمية
تشير أحدث الاستطلاعات إلى ارتفاع ملحوظ في ثقة المغاربة بالمؤسسات السيادية، بما في ذلك المؤسسة الملكية، القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية. هذا الارتفاع يعكس رؤية إيجابية تجاه هذه المؤسسات باعتبارها ضامناً للاستقرار الوطني وحامية للمصالح العليا للبلاد.
كما أظهرت النتائج استقرارًا في مستوى الثقة بالمؤسسات التعليمية، حيث لا يزال يُنظر إليها كركيزة أساسية في تطوير المجتمع، رغم التحديات التي تواجه القطاع، مثل الجودة وتكافؤ الفرص.
استقرار الثقة في المجتمع المدني وتراجعها في المؤسسات التمثيلية
بينما استمرت مستويات الثقة في المجتمع المدني عند نسب مستقرة، شهدت المؤسسات التمثيلية، مثل الأحزاب السياسية والبرلمان، تراجعًا في ثقة المغاربة بها. يعكس هذا التراجع شعورًا عامًا بعدم الرضا عن الأداء السياسي، وضعف التواصل بين المواطنين والفاعلين السياسيين.
الثقة بين الأفراد: الحذر لا يزال سائداً
رغم تسجيل تحسن نسبي في نسبة المغاربة الذين يعتقدون أنه “يمكن الوثوق بمعظم الأشخاص”، إلا أن غالبية المستجوبين لا يزالون يرون أن “الناس غير جديرين بالثقة”. هذا يعكس حالة من الحذر الاجتماعي، ربما تعود لأسباب اقتصادية واجتماعية، مثل انتشار الغش والفساد.
الأمن والمخاوف: بين التراجع والتطورات الحديثة
أظهرت النتائج تراجع مخاوف المغاربة بشأن الأمن العام، مما قد يكون مرتبطًا بالجهود الأمنية المبذولة. في المقابل، برزت مخاوف جديدة تتعلق بتهديد الفضاء الافتراضي للتماسك الاجتماعي، إضافة إلى قلق متزايد من تأثير الأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما يعبر العديد من المغاربة عن قلقهم إزاء تأثير الأزمات العالمية على مستقبلهم الاقتصادي والاجتماعي، ما يعكس حساسية متزايدة تجاه التطورات الدولية.
الاقتصاد: آفاق متباينة بين التفاؤل والتوجس
أظهرت الدراسة تباينًا في الآراء حول مستقبل الاقتصاد المغربي، حيث عبر البعض عن تفاؤلهم إزاء المشاريع التنموية، بينما أبدى آخرون تخوفهم من تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية وارتفاع تكاليف المعيشة.
الهوية واللغة: تمسك بالوحدة الوطنية وتطور في المواقف اللغوية
أكدت الدراسة أن التعلق بالوحدة الترابية والانتماء للإسلام يعدان من أهم محددات الهوية المغربية. كما أظهرت النتائج ارتفاع نسبة التأكيد على أهمية الحديث بالأمازيغية، مما يعكس تطورًا في الاعتراف بالتعدد اللغوي.
أما فيما يتعلق بلغة التدريس، فقد لوحظ استمرار تفضيل اللغة العربية الفصحى، لكن مع تسجيل تراجع طفيف في هذه النسبة، مما يعكس تزايد النقاش حول ضرورة التكيف مع التغيرات العالمية.
التحديات الاجتماعية: عقبات أمام العيش بسلام
يعد الفقر والظلم الاجتماعي والرشوة من بين أهم العقبات التي يواجهها المغاربة في حياتهم اليومية، مما يؤكد الحاجة إلى إصلاحات عميقة لمواجهة هذه الظواهر وتحقيق عدالة اجتماعية أكبر.
بشكل عام، تعكس نتائج هذا البحث صورة مجتمع مغربي ذي توجهات محافظة، يتسم بالقلق تجاه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، لكنه في الوقت ذاته يسعى للحفاظ على هويته الوطنية وتعزيز التماسك الاجتماعي في ظل عالم متغير.
A.Boutbaoucht