شباب إدوالطالب يُعبدون طريق الأمل بإمكانات ذاتية ودعم الجالية

في خطوة تعكس روح التحدي والاعتماد على الذات، أقدم شباب دوار إدوالطالب تمجاض على مبادرة ميدانية جريئة، حيث باشروا تعبيد الطريق المؤدية إلى دوارهم، في غياب تام لأي دعم رسمي، مؤمنين بأن التغيير لا يُنتظر، بل يُصنع بالأيدي المؤمنة بقضية المكان وأهله.

المشروع الذي بلغ نسبة إنجازه 75% إلى حدود اليوم، يشمل تعبيد مسافة تزيد عن 300 متر وبعرض 3.5 متر، باستخدام الإسمنت والمواد المرافقة له، ليُشكل بذلك مسلكاً آمناً يُنهي سنوات من المعاناة مع وعورة المسالك الترابية، خصوصاً خلال فصل الشتاء.

الجالية المغربية بالخارج.. سند لا يُستهان به
نجاح هذه المبادرة لم يكن ليتحقق لولا السخاء اللامحدود لأبناء المنطقة المقيمين بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، الذين انخرطوا بقوة في المشروع، مادياً ومعنوياً، في التفاتة تحمل في طياتها كثيراً من معاني الوفاء والانتماء، وتجسد فعلياً القول المأثور:
“الرجال مواقف، ومَن أحب وطنه خدمه من أي مكان.”

شباب لا يعرفون اليأس
أحد شباب الدوار صرّح قائلاً:
“نحن هنا لا ننتظر الوعود الانتخابية، نحن نبادر ونعمل بجد لتوفير حياة أفضل لأنفسنا ولأهلنا”، وهي كلمات تختزل فلسفة العمل لدى هؤلاء الشباب، الذين جعلوا من التعاون والتضامن نهجاً، ومن العمل التطوعي سلاحاً في وجه الإهمال والتهميش.

الطريق.. من رمزية المسلك إلى رمزية الإرادة
لم يكن هذا المشروع مجرد تعبيد طريق، بل رمزاً لإرادة حقيقية في التغيير والبناء، وتجسيداً لثقافة العمل الجماعي والمبادرة المجتمعية، حيث تضافرت جهود العشرات من شباب الدوار في جو يسوده التفاني والجدية.

اليوم، ومع اقتراب نهاية الأشغال، يتنفس سكان إدوالطالب الصعداء، وهم يرون طريقهم تتحول من حلم مؤجل إلى واقع ملموس، يمكّن التلاميذ من الذهاب إلى المدارس بسهولة، ويسهل تنقل المرضى والمسنين، ويعيد للحياة بعض كرامتها وبساطتها.

دعوة للتأمل والتأسي
هذه التجربة الناجحة تُعد نموذجاً يُحتذى، وتبعث برسالة قوية إلى المجتمعات المحلية، فالمبادرة ممكنة، والتغيير لا يحتاج أحياناً سوى لإرادة صادقة وقليل من الغيرة على مصلحة الوطن الصغير.

تبقى مقولة الإمام علي بن أبي طالب خير ما يُلخص روح هذه المبادرة:
“ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النية.”
فطوبى لشباب إدوالطالب، فقد أثبتوا أن من يؤمن بقضيته، لا يحتاج إذناً للبداية، بل يباشر العمل حتى النهاية.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 764

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *