شهر رمضان.. هل ستلبي السوق الوطنية حاجيات المستهلكين من الحليب؟

قبل أيام من شهر رمضان، يتزايد الطلب على العديد من المواد الغذائية الأساسية، وفي مقدمتها الحليب ومشتقاته. هذا الارتفاع في الاستهلاك يطرح تساؤلات حول قدرة السوق على تلبية حاجيات المستهلكين، في ظل التحديات التي يواجهها القطاع.

وفي هذا الصدد، أكد محمد ريطة، مدير الفيدرالية البيمهنية المغربية للحليب (Maroc Lait)، أن تموين الأسواق بالمنتجات الحليبية سيكون كافياً خلال شهر رمضان، رغم تأثيرات الجفاف المستمر على القطيع الوطني. وأوضح ريطة، في تصريح لموقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن الفيدرالية تتوقع أن يفوق العرض الطلب، حيث تم تجهيز أكثر من 33 مليون لتر من الحليب لتلبية احتياجات الأسواق خلال الفترة الرمضانية.

وأشار ريطة، في حديث مع موقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إلى أن إنتاج الحليب شهد تراجعاً بنسبة 30% بين عامي 2019 و2023، بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف. إلا أن هذا التراجع سيتقلص إلى 10% خلال سنة 2024، وذلك بفضل الإجراءات المتخذة لدعم الإنتاج، ومنها رفع ثمن شراء الحليب من الكسابين بنسبة 30% وتحفيزهم على الإنتاج، إضافة إلى دعم الأعلاف المركبة عبر توفير 6 قناطر منها بسعر مدعم يبلغ 2 دراهم للكيلوغرام الواحد.

وأضاف ريطة أن استهلاك الحليب خلال شهر رمضان الماضي سجل انخفاضاً بنسبة 14%، واستمر التراجع حتى دجنبر ليصل إلى 8%، نتيجة تراجع القدرة الشرائية. ونظراً لهذا الوضع، تم تخزين نحو 33 مليون لتر من الحليب استعداداً لشهر رمضان، مما سيؤدي إلى توفر العرض بنسبة تفوق الطلب بحوالي 10% من الحليب المبستر والمجفف.

من جانبه، أشار عبد الرحمان بلكحل، الخبير في قطاع إنتاج الحليب، إلى أن الأمطار الأخيرة قد يكون لها تأثير إيجابي على وضعية الإنتاج، حيث من المتوقع أن تساهم في تحسن الإنتاجية. كما أكد أن وزارة الفلاحة تتابع وضعية العرض والطلب عن كثب مع اقتراب شهر رمضان لضمان استقرار السوق.

وأضاف بلكحل، في تصريح للموقع ذاته، أن قطاع إنتاج الحليب، شأنه شأن باقي السلاسل الفلاحية، مرّ بمرحلة صعبة جراء الجفاف، الذي أثر على القطيع الوطني من الأبقار وأسفر عن تراجع الإنتاج. إلا أن بعض المناطق السقوية، مثل سوس والحوز وتادلة، حافظت على مستوى الإنتاج، إلى جانب مناطق أخرى شهدت تحسناً في الظروف المناخية، مثل الغرب ومناطق الشمال، بفضل توفر الموارد المائية وانتشار الزراعات العلفية.

بناءً على هذه المعطيات، يبدو أن السوق الوطنية ستتمكن من توفير حاجيات المستهلكين من الحليب خلال شهر رمضان، مع تسجيل فائض متوقع في الإنتاج، مما يعزز استقرار الأسعار وتوافر المنتجات في الأسواق.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬250

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *