يعيش إقليم اشتوكة آيت باها على وقع ديناميكية تنموية متسارعة، تترجم التوجيهات الملكية السامية على أرض الواقع، وتلامس بشكل مباشر تطلعات المواطنين. ففي خطوة تؤكد على الأولوية التي يوليها عامل الإقليم، محمد سالم الصبتي، لتعزيز العدالة المجالية وتحسين جودة حياة الساكنة، تم إعطاء الانطلاقة وتدشين حزمة من المشاريع التنموية الجديدة، تزامناً مع الاحتفالات بذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب المجيد.
بنية تحتية طرقية: فك العزلة وربط الدواوير
شهدت مختلف جماعات الإقليم إطلاق مشاريع طرقية حيوية، ضمن محور تدارك الخصاص في البنيات التحتية بالمناطق الأقل تجهيزاً، بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ففي جماعة آيت ميلك، أعطى عامل الإقليم انطلاقة أشغال طرقية بقيمة 7.7 مليون درهم، تهدف إلى تسهيل وصول التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية، خاصةً الطرق المؤدية إلى مدرسة أسرسيف وفرعيتي اينون وآيت تاول، مما يساهم في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي.
كما تم تدشين طريق رئيسية أخرى بجماعة سيدي عبد الله البوشواري، تربط بدوار تيوت ومجموعة مدارس مكتار، بتكلفة 1.6 مليون درهم. هذه المشاريع تأتي لتعزيز الجهود المبذولة سابقاً، حيث شهد الإقليم تدشين طرق مماثلة في جماعات أخرى مثل سيدي وساي وسيدي بيبي، بهدف فك العزلة عن المناطق النائية.
الصحة والرياضة: نحو خدمات اجتماعية أفضل
في قطاع الصحة، تم تدشين مشروع هام بباشوية سيدي بيبي، حيث جرى بناء وتجهيز مستوصف قروي وسكن وظيفي بدوار آيت ميمون، بتكلفة تجاوزت 1.3 مليون درهم. هذا المرفق الصحي الجديد، الذي يُمول من صندوق التنمية القروية، سيساهم في تقريب الخدمات الطبية الأساسية من السكان، وتخفيف الضغط على المراكز الصحية المجاورة، خصوصاً فيما يتعلق بصحة الأم والطفل. ويأتي هذا المشروع كجزء من خطة شاملة لتطوير المنظومة الصحية بالإقليم.
وفي قطاع الشباب والرياضة، تم تقديم مشروع بناء ملعبين للقرب بجماعة آيت عميرة، بقيمة 1.4 مليون درهم، في خطوة تهدف إلى توفير فضاءات رياضية للشباب وتأطيرهم بشكل إيجابي.
تحديات الماء والتنمية الحضرية: مشاريع هيكلية
أما على مستوى التنمية الحضرية والماء، فقد أعطى عامل الإقليم انطلاقة مشروع حيوي وهيكلي في جماعة آيت عميرة، وهو ربط مركز الجماعة بقناة مياه التحلية لمحطة الدويرة. هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته 5.7 مليون درهم، سيؤمن تزويد أكثر من 78 ألف نسمة بالماء الصالح للشرب بشكل منتظم وبجودة عالية، لمواجهة الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية في منطقة تعرف ديناميكية اقتصادية واجتماعية متصاعدة.
وتعكس هذه المشاريع الشاملة، التي تم توزيعها على مختلف جماعات الإقليم، رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، ترسي دعائم العدالة المجالية وتساهم في تحسين مؤشرات التنمية البشرية بإقليم اشتوكة آيت باها.
