قفة رمضان.. إحسان موسمي أم استثمار سياسي للانتخابات التشريعية 2026؟

مع اقتراب شهر رمضان، تتحول “قفة رمضان” من مبادرة تضامنية إلى ورقة سياسية يلجأ إليها بعض السياسيين، الأعيان، وحتى المرشحين المحتملين للانتخابات التشريعية لعام 2026. في مشهد يتكرر كل موسم، يستغل هؤلاء الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الكثير من المواطنين، لتقديم مساعدات غذائية بهدف كسب التعاطف وضمان قاعدة انتخابية مستقبلية.

فبدل أن تكون القفة عملاً خيرياً خالصاً، تحولت في بعض المناطق إلى وسيلة لتمهيد الطريق أمام الاستحقاقات القادمة. بعض السياسيين لا يخفون استعراضهم أثناء توزيع المساعدات، حيث يتم الأمر تحت عدسات الكاميرات أو عبر وسطاء يلمّحون للمستفيدين بأن هذه “الصدقة” قد يكون لها ثمن انتخابي مستقبلاً.

في حين أن العديد من الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال الحقيقيين يساهمون في دعم الفقراء خلال شهر رمضان بعيداً عن أي غايات سياسية، إلا أن دخول بعض الأسماء المعروفة في عالم السياسة إلى هذا المجال يثير الجدل. فهل الهدف فعلاً مساعدة المحتاجين، أم هو مجرد استثمار طويل الأمد في أصوات انتخابية؟

يبقى الرهان على وعي المواطنين، الذين باتوا أكثر إدراكاً لهذه المناورات، إضافة إلى ضرورة تحرك السلطات لضبط العملية وضمان أن تصل المساعدات لمستحقيها بعيداً عن أي استغلال سياسي. كما أن دور المجتمع المدني يبقى أساسياً في كشف هذه الممارسات وتعزيز ثقافة العطاء بعيداً عن أي حسابات انتخابية.

تبقى “قفة رمضان” امتحاناً للنوايا: إما أن تكون عملاً خيرياً خالصاً، أو أن تتحول إلى سوق للمساومة السياسية في انتظار موسم الانتخابات!

 

A.Bout

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬245

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *