تواصل السلطات المغربية ترحيل المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء من مدن الشمال، خاصة الحسيمة والناظور وضواحي سبتة ومليلية، إلى مدن داخلية بعيدة عن السواحل، مثل تزنيت، تارودانت، أكادير، وإنزكان.
ووصلت خلال الأسبوع الماضي دفعات جديدة من المهاجرين إلى مدن جهة سوس ماسة، حيث سجلت تارودانت وإنزكان استقبال عشرات المهاجرين، بينهم نساء وأطفال. وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة تهدف إلى تخفيف الضغط عن مدن الشمال التي تُعتبر نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الساعين إلى عبور الحدود نحو أوروبا.
السكان المحليون في المدن المستقبلة أعربوا عن استيائهم من تزايد أعداد المهاجرين، واعتبروا هذه السياسة عبئًا إضافيًا على مناطق تعاني أصلًا من نقص في الموارد والبنية التحتية. في المقابل، عبرت جمعيات حقوقية عن مخاوفها من أن تتحول هذه المدن إلى “مراكز إيواء” غير رسمية، مطالبة الحكومة بإيجاد حلول شاملة ومستدامة.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية أن هذه الإجراءات تأتي في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى مواجهة تحديات الهجرة غير النظامية من منظور أمني وإنساني متكامل، مع التركيز على تسهيل العودة الطوعية للمهاجرين إلى بلدانهم الأصلية بالتنسيق مع الهيئات الدبلوماسية.
جدير بالذكر أن المغرب يشهد ارتفاعًا في تدفقات الهجرة غير النظامية، خاصة من دول الساحل جنوب الصحراء، بسبب قربه الجغرافي من إسبانيا، مما يجعله معبرًا رئيسيًا نحو أوروبا.