تم أمس الأربعاء بسلا، إبراز الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن تنمية مستدامة للمغرب وإفريقيا، وذلك خلال ندوة دولية عرفت حضور شخصيات مغربية وأجنبية بارزة من مختلف المشارب.
وشكل هذا اللقاء، الذي نظمته كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا بمناسبة عيد العرش المجيد، فرصة لاستعراض مختلف الأعمال والمبادرات التي أطلقتها المملكة في مجالات مختلفة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، وكذا لتسليط الضوء على الارتباط المكين بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد.
وبهذه المناسبة، سلط وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، الضوء على القيادة الرشيدة لجلالة الملك في مجال التنمية السوسيو اقتصادية بالمغرب وانعكاساتها على ازدهار إفريقيا، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة، ومنذ اعتلائه العرش، أطلق مشاريع كبرى مبتكرة طورت المشهد السوسيو اقتصادي بالمملكة.
وأضاف الوزير أنه بالموازاة مع هذه الجهود والمبادرات، اضطلع جلالة الملك بدور محوري في تعزيز التعاون البين- إفريقي، وفي انفتاح القارة الافريقية على العالم.
وأكد السكوري أن الرؤية الملكية تجسدت أيضا في التدبير الفعال والناجع لعدد من القضايا الوطنية والدولية المحورية، لافتا إلى أن عمل صاحب الجلالة، الذي يتجاوز الحدود الوطنية، يعزز قارة افريقية موحدة ومزدهرة، قادرة على تأكيد وجودها ورفع تحديات القرن الـ21.
من جانبه، أبرز عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا بالنيابة، ونائب رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، عمر حنيش، رؤية والتزام صاحب الجلالة في سبيل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد، مشيرا إلى أن المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، حقق تقدما ملموسا في مختلف القطاعات.
وعلى المستوى الاجتماعي، ذكر أن جلالة الملك لم يفتأ يدعو إلى جعل المواطن في قلب أي عملية تنموية، بالموازاة مع الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته للتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والقطاع السوسيو-اقتصادي، مضيفا أن مشاريع البنيات التحتية الكبرى (الموانئ والمطارات والطرق السيارة والقطار فائق السرعة…) شهدت بدورها قفزة نوعية، وهو الأمر الذي وضع المملكة على طريق التقدم والازدهار.
وفي نفس السياق، أكد أن قطاع التعليم شكل إحدى الأولويات القصوى في عهد جلالة الملك، مبرزا أنه تم إجراء إصلاحات طموحة بهدف تحسين الولوج إلى تعليم جيد، وإعداد الشباب المغربي لمواجهة تحديات العولمة والابتكار التكنولوجي.
من جهته، أشار رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، والأستاذ بكلية الحقوق بسلا، محمد بنحمو، إلى أن جلالة الملك وضع تنمية إفريقيا واستقرارها في مقدمة أولوياته، مشيرا إلى أن المغرب أضحى اليوم فاعلا رئيسيا في الأمن والاستقرار والتنمية في القارة الافريقية.
وأود أن الرؤية المستنيرة لجلالة الملك مكنت من تعزيز وتطوير التعاون جنوب – جنوب القائم على شراكة رابح-رابح، مضيفا أن المغرب كان على الدوام حاضرا من أجل إفريقيا، من خلال تقديم الحلول المثلى والاستجابات الفعالة لمختلف التحديات التي تواجهها القارة.
وأبرز أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أرسى من خلال أعماله ومبادراته، أسس مستقبل واعد للمغرب وإفريقيا، مشيرا في هذا الصدد إلى المبادرة الملكية الأطلسية التي تفتح آفاقا واعدة للاندماج الاقتصادي والاستقرار بالقارة.
وحول هذه المبادرة، أكد وزير الخارجية والدفاع الأسبق في الرأس الأخضر، لويس فيليبي لوبيز تافاريس، أن المبادرة الملكية الأطلسية تجسد رؤية جريئة ورائدة وتجدد التأكيد على الأهمية الجيواستراتيجية والجيواقتصادية والجيوسياسية لهذا المحيط في السياق العالمي الراهن.
وأضاف أن هذه المبادرة تندرج في منطق شراكة استراتيجية مع الدول المطلة على المحيط الأطلسي، بهدف تعزيز السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية والازدهار في المنطقة وفي أفريقيا بأكملها، موضحا أن المبادرة تجسد أيضا قدرة المغرب على استباق تحديات المستقبل والتموقع كرائد إقليمي ودولي جاد وملتزم بحل التحديات الكبرى للتنمية.
وقال الوزير الأول التشادي الأسبق، ألبير باهيمي باداكي، إن السنوات الـ25 الأخيرة كان لها تأثير إيجابي للغاية ليس على المغرب فحسب، بل على القارة الإفريقية برمتها، مشيرا إلى أن جلالة الملك دعا إلى اعتماد مقاربة قائمة على التضامن الفاعل، وسياسة إنسانية في إطار التعاون جنوب-جنوب.
وأكد، في هذا السياق، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعتبر بالنسبة للأفارقة، “قائدا متبصرا ومدافعا كبيرا على الوحدة والتضامن في العلاقات بين-الافريقية”.