عندما تصيب الكوارث الطبيعية المدن والمناطق السكنية، يتحول السكان إلى شهداء عرضيين لهذه القوى القاسية والعاتية التي تضرب دون سابق إنذار. في ليلة الجمعة الرهيبة 8 شتنبر 2023، تعرضت مدينة أكادير إداوتنان وضواحيها، بالإضافة إلى عدد من المدن الأخرى، لهجوم مرعب من زلزال قاسٍ أسفر عن خسائر بشرية مؤلمة.
باكادير تم تسجيل سقوط خمسة ضحايا جراء هذا الزلزال المروع، وتمثلت هذه الخسائر في أرواح متباينة الجنسيات والأعمار. الضحية الأولى كان مواطنًا ألمانيًا، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة في شقته بإحدى العمارات بمنتجع مارينا بمدينة أكادير. كانت الهزة الأرضية سببًا في ارتفاع مفاجئ لضغط دمه، وسقط على الأرض متوفيًا أمام زوجته.
أما الحالة الثانية التي راحت ضحيتها امرأة في حي بنسركاو، فقد توفيت أيضًا بسبب تأثير الهزة الأرضية. تعرضت لأزمة قلبية حادة بعد وقوع الهزة، وللأسف، لم تكن قادرة على النجاة.
أما الضحايا الثلاثة الآخرين، فكانوا أم واثنين من أطفالها، ينحذرون من جماعة تقي شمال أكادير. كانت ليلتهم كابوسًا عندما انهار حائطٌ عليهم نتيجة الهزة الأرضية العنيفة، وهم كانوا نائمين في منزلهم. تمثل هذه الفاجعة في تفاقم مأساتهم، حيث لم يكن هناك سوى لحظات محدودة للهروب.
تعتبر هذه الكارثة الزلزالية مصدر حزن وألم لمدينة أكادير إداوتنان وللمغرب ككل. فإن فقدان أرواح بريئة يجب أن يدفعنا جميعًا لتكثيف جهودنا في تعزيز الوعي بأهمية التحضير والاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية. كما يجب أيضًا أن نعمل على تعزيز تطبيق معايير البناء والسلامة للحد من تأثير هذه الظواهر الطبيعية القوية على حياة الناس وممتلكاتهم.
لنتعاون معًا كمجتمع ونعمل على تقديم الدعم للعائلات المتضررة والتأكد من أن هذه الكوارث لن تمر دون تعلم، وسنكون دائمًا مستعدين للتصدي لها بكل قوة واستعداد.