الإجهاد المائي في المغرب.. الجدية والحزم للقطع مع أشكال التبذير والاستغلال العشوائي للموارد

في كل الخطب التي يوجهها جلالة الملك محمد السادس، الى شعبه ركز جلالته على أخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول، لهذه المادة الحيوية ومنع استنزاف الفرشة المائية.

وقال جلالته مثلا في خطاب افتتاح البرلمان، إن “الحالة الراهنة للموارد المائية، تسائلنا جميعا، حكومة ومؤسسات ومواطنين وتقتضي منا التحلي بالصراحة والمسؤولية في التعامل معها، ومعالجة نقط الضعف، التي تعاني منها”.

وبعدما أشار إلى أن “مشكلة الجفاف وندرة المياه لا تقتصر على المغرب فقط”، كما أبرز جلالة الملك أن “المغرب أصبح يعيش في وضعية “إجهاد مائي هيكلي”، وأنه لا يمكن حل جميع المشاكل، بمجرد بناء التجهيزات المائية المبرمجة، رغم ضرورتها وأهميتها البالغة.”

ويعكس حضور الملف المائي من جديد ضمن مضامين الخطاب الملكي الخاص بمناسبة عيد العرش، محورية إشكاليات الإجهاد المائي ضمن الأجندة الملكية الكبرى والإستراتيجية الخاصة بالمملكة، إذ لا تزال الجهود الحكومية والمؤسساتية تسعى إلى تجاوز منطقة الخطر المائي بالتزامن مع استمرار التحولات المناخية وتأثيراتها على المنطقة .

وفي هذا الصدد، يرى الخبير في مجال الماء والبيئة، عبد الحكيم الفيلالي، أن تركيز جلالة الملك محمد السادس على إشكالية الماء في جميع خطبه، تدل على اهتمام جلالته بهذا الورش المصيري بالنسبة لمستقبل المغاربة.

ويرى الفيلالي ان توجيهات جلالة الملك التي جاء بها الخطاب والرامية لعدم التساهل مع المخالفين للنصوص القانونية المتعلقة بالماء، تستهدف وضع حد للفوضى التي تشهدها مجموعة من مكونات قطاع استغلال الموارد المائية .

وبحسب الفلالي، فقد تمت إشارة ربط المسؤولية مع المحاسبة في مختلف القطاعات ومن بينها قطاع الماء، مع الإشارة لأهمية المجهودات التي بذلها المغرب على مستوى الطاقة الخضراء خصوصا إنتاج الهيدروجين الأخضر .

ويذكر أن المغرب يسارع الزمن لإنهاء أضخم مشروع مائي ويتعلق الأمر بتنفيذ أهم التدابير الإستراتيجية الرامية لتحقيق نوع من العدالة المائية، بالنظر إلى تركيز أزيد من 70 في المائة من الموارد المائية ضمن نطاق جغرافي لا يتجاوز 6 في المائة من مساحة المغرب .

ويتم حاليا ربط حوضي وادي سبو بنهر ابو رقراق لنقل فائض المياه وضمان تزويد الرباط والدار البيضاء من الماء الصالح للشرب، وقد تقدمت الأشغال بنسبة 99 في المائة وينتظر أن تنتهي مع نهاية غشت المقبل.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬352