مدينة المهن والكفاءات بالعيون.. فضاء لتعزيز العرض التكويني وتوفير يد عاملة مؤهلة

على غرار مدينة المهن والكفاءات لجهة الرباط – سلا – القنيطرة، التي أشرف جلالة الملك محمد السادس على تدشينها، يوم الثلاثاء بمدينة تامسنا، تعزز العرض التكويني على مستوى جهة العيون – الساقية الحمراء، بإحداث مدينة المهن والكفاءات، كفضاء من الجيل الجديد يروم توفير يد عاملة مؤهلة في مجموعة من التخصصات، وتكييفها مع احتياجات سوق الشغل.

ويعكس إنجاز هذه المؤسسة التكوينية، التي تشكل جزء من برنامج شامل يتم بموجبه إنجاز 12 مدينة مهن وكفاءات على مستوى مختلف جهات المملكة باستثمار إجمالي يقدر بـ4.4 مليار درهم، الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك لقطاع التكوين المهني كرافعة استراتيجية لتحسين التنافسية الاقتصادية، وكمسار واعد لتحقيق الإدماج المهني للشباب.

فقد استقبلت هذه المؤسسة، التي تجسد التزام مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بالمساهمة في تنمية الجهة وخلق القيمة على مستوى الأقاليم الجنوبية، والتي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 2000 مقعد بيداغوجي، ما مجموعه 1250 متدربا خلال هذا الموسم، من بينهم 630 متدربا في السنة الأولى من التكوين الأساسي، و620 متدربا في التكوين التأهيلي.

وتوفر هذه المؤسسة، الثالثة من نوعها على المستوى الوطني التي ترى النور خلال الموسم التكويني الحالي، بعد جهة سوس – ماسة، وجهة الشرق، والتي تم تشييدها بمدينة العيون على مساحة 06 هكتارات، عرضا تكوينيا متنوعا في 46 شعبة تكوينية 70 في المئة منها جديدة، بهدف الاستجابة للحاجيات المتنامية للمهنيين من الكفاءات المرتبطة بالقطاعات الأكثر طلبا في سوق الشغل على المستوى الجهوي.

وتضم مدينة المهن والكفاءات، بالإضافة إلى البنيات المشتركة ودار المتدربين، 06 أقطاب مهنية تهم «قطب الصحة مع وحدة علاج بيداغوجية» (140 متدربا ومتدربة)، و«قطب النقل واللوجستيك مع منصة لوجستيكية وحلبات للسياقة» (360 متدربا ومتدربة)، و«قطب الصيد البحري مع سلسلة لتثمين منتوجات الصيد» (100 متدربا ومتدربة)، و«قطب التسيير والتجارة مع مقاولة افتراضية» (260 متدربا ومتدربة)، و«قطب الصناعة التقليدية» (80 متدربا ومتدربة)، و«قطب الرقمية» (320 متدربا ومتدربة).

وأكد المدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بالأقاليم الجنوبية، الطيب سامي الصلح، أن مدينة المهن والكفاءات بجهة العيون – الساقية الحمراء هي مؤسسة من «الجيل الجديد» توفر تكوينا خاصا ومتنوعا يركز على شعب ذات مؤهلات وإمكانيات عالية.

وأضاف أن تنمية الكفاءات الذاتية والمواهب تندرج في صلب تكوين المتدربين، وذلك من خلال مختلف الفضاءات المشتركة المتاحة لهم، مشيرا في هذا السياق إلى حاضنة الابتكار، ومركز التوجيه المهني لدعم ومواكبة الشباب.

وأشار إلى أن إحداث هذه المنشأة يندرج في اطار تنزيل خارطة الطريق المقدمة أمام الملك محمد السادس في أبريل 2019، بهدف تأهيل وتكوين الشباب المنحدرين من الأقاليم الجنوبية، وتمكينهم من الولوج إلى سوق الشغل، وكذا الاستجابة لاحتياجات المقاولات على المستويين الجهوي والوطني.

من جانبها، أكدت هاجر العبادي، وهي مكونة في اللغة الفرنسية والتواصل والمهارات، أن مدينة المهن والكفاءات بالعيون – الساقية الحمراء، تقدم تكوينا متنوعا يلبي متطلبات سوق الشغل، مشيرة إلى أن هذه التكوينات تتعزز من خلال تلقين اللغات والمهارات الناعمة (soft-skills)، التي تمكن من تقوية قدرات الشباب، وتسهيل اندماجهم في محيطهم المهني.

من جهته، أشار ياسين بكار، المكون في شعبة التسويق والتجارة، إلى أن قطب التسيير والتجارة، يهدف إلى تطوير المهارات والكفاءات التقنية لدى المتدربين في مهن التجارة والتسيير، لاسيما وأنه يقدم تكوينا مبتكرا وحديثا ومتنوعا في مستويات التقني المتخصص، والتقني، والتكوين التأهيلي.

من جانبهم، أكد عدد من المتدربين أن مدينة المهن والكفاءات بجهة العيون – الساقية الحمراء، هو فضاء يمكنهم من متابعة تكوينهم النظري والتطبيقي، ويساهم في تقوية مهاراتهم وقدراتهم في مختلف الشعب.

وأبرزوا أن إحداث أقطاب مختلفة بهذه المؤسسة ساهم في تخفيف عبء التنقل عنهم إلى مدن وجهات أخرى من أجل متابعة تكوينهم، مشيرين إلى أن الشعب التي تتوفر عليها هذه المنشأة تستجيب لمتطلبات سوق الشغل على المستوى المحلي، خاصة منها المرتبطة بقطاعي الصحة وتثمين المنتجات البحرية.

ويستفيد متدربو مدينة المهن والكفاءات لجهة العيون – الساقية الحمراء من برامج تكوينية محينة تم تطويرها وفق النموذج البيداغوجي الجديد للمكتب، من أجل ضمان تنمية الكفاءات المهنية والذاتية، مع وضع المتدرب في صلب المقاربة التعلمية.

وحسب معطيات للمكتب للتكوين المهني وإنعاش الشغل، فإن النموذج البيداغوجي الجديد يمكن من تعزيز استعمال طرق بيداغوجية تفاعلية، وتقنيات ديداكتيكية محررة للطاقات تقوي استقلالية المتدربين وتشجيع الذكاء الجماعي.

ويتميز هذا النموذج بمحتويات محينة، فضلا عن اعتماد التعلم المرح Ludique الذي يمزج بين التعلم بالممارسة Learning by doing والأدوات الرقمية، بالإضافة إلى اعتماد نمط التكوين المختلط الذي يزاوج بين التكوين الحضوري وعن بعد.

وخصص النموذج البيداغوجي الجديد نسبة 30 في المئة من البرنامج التكويني لتقوية الكفاءات الذاتية للمتدربين، بهدف تعزيز اندماجهم في سوق الشغل وتطوير مسارهم المهني.

وتحتوي مدينة المهن والكفاءات على فضاء للعمل المشترك ومختبر للتطوير ومصنع رقمي وحاضنة تشجع على التفاعل بين المتدربين وتحفز على تطوير أفكار مبدعة، وتجسيدها على أرض الواقع، بالإضافة إلى مركز للتوجيه المهني من أجل مواكبة المتدربين في جميع المراحل انطلاقا من مرحلة اختيار الشعبة ثم البحث عن تدريب، ووصولا إلى المواكبة في الاندماج المهني.

وتم إنجاز مدينة المهن والكفاءات بجهة العيون – الساقية الحمراء من طرف المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، وفي إطار تنزيل خارطة الطريق الجديدة الرامية إلى تطوير قطاع التكوين المهني، وفق معايير مادية وبيداغوجية جديدة للحكامة تأخذ بعين الاعتبار التقائية التكوينات مع الحاجيات الحقيقية لسوق الشغل.

وتجدر الإشارة إلى أن الأشغال مستمرة لتزويد الأقاليم الجنوبية للمملكة بمدينتين جديدتين للمهن والكفاءات بكل من جهتي الداخلة – وادي الذهب وكلميم – واد نون.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬204