الى متى ستبقى صحة المغاربة رهينة لمصالح لوبي الأدوية في المغرب؟

أفاد مصدر مطلع لجريدة الرأي الآخر اليوم الخميس 25 ماي 2023، أن المستشفيات والصيدليات في المغرب تعاني من نقص حاد في المصل المضاد للكزاز المعروف بـ “تيتانوس”.
يستخدم هذا المصل في حالات الجروح الخطيرة أو الملوثة.
وأكدت ذات المصادر أن العديد من المواطنين فوجئوا بعدم توفر مصل “تيتانوس” في المؤسسات الصحية والصيدليات التي استعانوا بها للعلاج، وبالرغم من محاولاتهم الجادة للحصول على الدواء، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، مما يشكل تهديدًا كبيرًا لحياتهم.
وأضاف المصدر أن الطلب العالمي المتزايد على هذا الدواء الحساس، الذي يتم إنتاجه بشكل حصري في مختبرات هندية، تسبب في انقطاعه تمامًا في السوق المحلية للأدوية والمستشفيات منذ ثلاثة أشهر. وقد تم تجاهل هذه المشكلة من قبل الحكومة ووزارة الصحة والجهات الاقتصادية، حيث لم يتم اتخاذ أي إجراءات عاجلة لحلها، مما يعرض صحة المواطنين المغاربة وسلامتهم للخطر.
وكشف المصدر أن سبب نقص مصل “تيتانوس” في المستشفيات والصيدليات ليس بسبب عدم إمكانية الحصول عليه من المختبر الهندي، ولكن يرتبط بالهامش الربحي المنخفض لهذا الدواء بالذات، مما دفع المستوردين إلى تراجع عن جهودهم لاستيراده. هذا يعني أن المشكلة تتعلق بأولويات ربحية ضيقة يضعها المستوردون، متجاهلين أهمية الحفاظ على صحة المواطنين المغاربة وسلامتهم.
وأشار المصدر إلى أن المشكلة لا تقتصر فقط على مصل “تيتانوس”، بل تمتد أيضًا إلى العديد من الأدوية الأخرى التي أصبحت مفقودة في المغرب، بما في ذلك أدوية علاج أمراض خطيرة ومزمنة مثل أدوية علاج مشاكل الغدة الدرقية.
يعد هذا الأمر تهديدًا غير مسبوق لصحة المواطنين المغاربة الذين يواجهون ضغوطًا متزايدة بسبب ارتفاع أسعار الأدوية. وبسبب الإهمال وعدم الاهتمام الذي يظهره لوبي الأدوية في المغرب، يتعرضون اليوم لتفاقم حالاتهم المرضية.
مرض الكزاز هو مرض معدي حاد يسببه جرثومة المطثية الكزازية، وتوجد هذه الجراثيم في جميع أنحاء البيئة، وخاصة في التربة والرماد والمسالك المعوية للحيوانات والبشر، وفي البراز وعلى سطح الجلد والأدوات المصابة بالصدأ مثل المسامير والإبر والأسلاك الشائكة، وغيرها. ونظرًا لقدرتها على التحمل العالي للحرارة ومعظم المطهرات، يمكن للجراثيم البقاء حية لسنوات.
يمكن لأي شخص أن يصاب بالكزاز، ولكن يعتبر المرض شائعًا بشكل خاص وأكثر خطورة بين الأطفال الرضع والنساء الحوامل الذين لم يتلقوا التطعيم المناسب ضد التيتانوس. يُطلق على الكزاز الذي يحدث أثناء الحمل أو في غضون 6 أسابيع من نهاية الحمل اسم “كزاز الأمهات”، أما الكزاز الذي يحدث في الـ 28 يومًا الأولى من العمر فيطلق عليه اسم “كزاز الرضع”.
وفي انتظار تدخل الجهات المختصة لإيجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة ووضع حد لمعاناة العديد من المغاربة، الذين يعانون من تفاقم حالاتهم الصحية بسبب غياب هذه الأدوية، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو متى ستبقى صحة المغاربة رهينة لمصالح لوبي الأدوية في المغرب. من الواضح أن الإجراءات العاجلة مطلوبة لتأمين توافر الأدوية الحيوية وضمان صحة وسلامة المواطنين.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬204