في إطار ترسيخ مبادئ الحكامة الترابية الفعالة وتفعيل دور السلطة المحلية في تدبير المجال الحضري، باشر السيد سيف الإسلام جبهاوي، القائد الجديد للملحقة الإدارية الأولى بمدينة بيوكرى، مهامه بخطوات عملية وجريئة تؤشر على توجه جديد نحو العمل الميداني والصرامة في تطبيق القانون.
مباشرة بعد تعيينه قبل أسبوعين، فاجأ القائد “جبهاوي” مكونات الساكنة والمهنيين بتنفيذ جولة ميدانية غير رسمية شملت محاور وطرقًا رئيسية داخل النفوذ الترابي للملحقة. هذه الجولة، التي لم تكن مرتبطة بحدث رسمي، تُعد خطوة تأسيسية تهدف إلى تفعيل المقاربة الميدانية في العمل الإداري، وتجسيد مفهوم “إدارة القرب” عبر التفاعل المباشر مع مكونات الساكنة المحلية والشركاء الاقتصاديين.
خلال تواجده الميداني، حرص المسؤول الترابي على التواصل المباشر مع أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، مؤكدًا بوضوح على ضرورة الاحترام التام للضوابط القانونية والتنظيمية المتعلقة باستغلال الملك العمومي. وتمحورت رسالة القائد حول أهمية إرساء إطار تنظيمي يضمن التوازن بين حقوق الاستغلال التجاري وضرورة صون النظام العام وجمالية المدينة.
وقد أكد القائد الجديد أن تطبيق هذه المقتضيات ليس إجراءً عقابيًا، بل هو خطوة أساسية لضمان التنظيم الحضري وحق باقي المواطنين في فضاء عمومي منظم وآمن، بما يعزز جودة الحياة في الوسط الحضري. هذه المقاربة تُترجم توجهاً يسعى إلى بناء شراكة مسؤولية بين السلطات المحلية والشركاء الاقتصاديين، بهدف ترسيخ احترام القانون كوعي جماعي مشترك.
الصرامة تترجم الالتزام بتحرير الملك العمومي
لم يلبث القائد “جبهاوي” طويلاً ليُترجم رسائله التحسيسية إلى إجراءات ميدانية صارمة. فاليوم، شنت الملحقة الإدارية الأولى حملة شاملة لتحرير الملك العمومي، تزامناً مع انعقاد السوق الأسبوعي الذي غالباً ما يتزامن مع فوضى عارمة واحتلال مكثف للملك العام في المدينة.
هذه الحملة الصارمة استهدفت بشكل مباشر كل من لم يمتثل لتعليمات السلطات التي صدرت خلال الجولة الأولى. ويبدو أن صرامة القائد سيف الإسلام جبهاوي بدأت تؤتي ثمارها سريعًا، حيث يراهن المتتبعون للشأن المحلي على أن هذه الإجراءات ستعيد لمدينة بيوكرى تنظيمها ومكانتها اللائقة بها، لتصبح مدينة تشرّف إقليم اشتوكة آيت باها كعاصمة له.
تُشكل هذه الخطوات بداية عهد جديد من الإدارة التي تجمع بين القرب والتواصل وبين الحزم والصرامة في تطبيق القانون، وهو ما يُتوقع أن يُعيد النظام والجمالية إلى قلب المدينة.
A.Boutbaoucht













