شهد مقر عمالة إقليم اشتوكة آيت باها، صباح اليوم الإثنين 1 دجنبر 2025، حفل تنصيب الكاتب العام الجديد للإقليم، السيد إسماعيل الدباغ، في مراسم رسمية أشرف عليها عامل الإقليم محمد سالم الصبتي، بحضور شخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبين وفاعلين في المجتمع المدني. ويأتي هذا التعيين في إطار الحركة الانتقالية الأخيرة التي اعتمدتها وزارة الداخلية الهادفة إلى ضخ طاقات جديدة داخل الإدارة الترابية وتعزيز آليات الحكامة الترابية الجيدة.

هذا التعيين الجديد لا يُعتبر مجرد إجراء إداري روتيني، بل يمثل محطة مفصلية في مسار تدبير الشأن المحلي بالإقليم، بالنظر إلى التجربة الميدانية الغنية التي راكمها إسماعيل الدباغ عبر مسار مهني متدرج ومسؤوليات جسيمة، كان آخرها تقلده منصب باشا مدينة خنيفرة، وقبلها باشا مريرت، وقبل ذلك رئيس دائرة بلفاع–ماسة وقبلها قائد باقاليم بركان وتازة .

برز اسم الدباغ بقوة خلال فترة جائحة كورونا حين كان يرأس دائرة بلفاع–ماسة، حيث تميّز بحضور ميداني مكثف وتسيير فعال لظرفية صحية استثنائية ومعقدة. وقد أشادت عدة فعاليات محلية آنذاك بحرصه على متابعة تدبير الوضع لحظة بلحظة، وتنسيق جهود السلطات المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة والقطاع الصحي، فضلاً عن حضوره المتكرر شخصياً داخل دورات المجالس الجماعية لمتابعة الملفات الحساسة بشكل مباشر.
كما عرف عنه فتحه لأبواب الدائرة أمام المواطنين واستقباله لهم في مختلف الأوقات، في سلوك يعكس فلسفة القرب ودمقرطة الخدمات الإدارية وتعزيز جسور الثقة بين الإدارات والساكنة.
وتشير مصادر محلية إلى أن فترة ترؤسه للدائرة شهدت تغيير ثلاثة قياد بسبب اختلالات إدارية، في خطوة اعتبرها العديد من المتتبعين دليلاً واضحاً على حزم الرجل والتزامه الصارم بتطبيق القانون وتقوية الانضباط داخل الجهاز الترابي.

لم يقتصر دوره على ضبط الإقليم خلال الجائحة، بل امتدّ إلى مواكبة مشاريع تنموية عديدة، خاصة في ملف التعليم الأولي حيث لعب، بشهادة جمعيات، دوراً محورياً في تسهيل المساطر وتحفيز المبادرات المدنية والتنموية.

اليوم، ومع توليه منصب الكاتب العام للإقليم، يجد إسماعيل الدباغ نفسه أمام مسؤوليات كبرى تتطلب خبرة عالية في التنسيق الإداري والمؤسساتي، بحكم أن الكاتب العام يعتبر المحرك المركزي للإدارة الترابية والمسؤول الأول عن تنفيذ التوجيهات العملية للعامل وضبط شؤون التدبير الداخلي للعمالة.
وسيكون أمامه ملفات حساسة تشغل بال الرأي العام المحلي، أبرزها:
قضايا التعمير وتنظيم المجال.
تشجيع الاستثمار ورفع العراقيل البيروقراطية.
إدارة الموارد المائية في ظل أزمة مطرية وهيكلية يعيشها الإقليم.
تعزيز العلاقة بين الإدارة والمواطنين عبر مقاربة القرب والإنصات.
يشكل هذا التعيين خطوة أخرى في مشروع تحديث الإدارة الترابية بالإقليم، الذي بدأ منذ تعيين العامل محمد سالم الصبتي المعروف بديناميكيته وحرصه على التسريع في وتيرة الإصلاح ومحاربة الفوضى الإدارية والقطع مع ممارسات الماضي.
ومع تعيين الدباغ، بدأت — وفق المتتبعين — تتشكل نواة فريق إداري قوي قادر على قيادة الإقليم نحو مرحلة جديدة من الحكامة الجيدة وتنزيل المشاريع التنموية الكبرى.
إسماعيل الدباغ ليس مجرد إطار إداري تم تعيينه، بل مفتاح رهان تنموي جديد يعوّل عليه الإقليم لتعزيز الاستقرار الإداري وتطوير التدبير الترابي ومواكبة التحديات المستقبلية تحت قيادة العامل محمد سالم الصبتي،وكل المؤشرات تدل على أن اشتوكة آيت باها مقبلة على مرحلة جديدة عنوانها:
الحزم في التدبير، القرب من المواطن، والتنزيل الفعلي لورش الحكامة الترابية.
A.Boutb











