كارثة بيئية مُعلنة: الصرف الصحي يهدد مياه الشرب لـ 13 دواراً في تركانتوشكا

في قلب إقليم اشتوكة ايت باها، تتفاقم أزمة بيئية وصحية خطيرة تهدد حياة المئات من السكان، حيث يواجه مشروع حيوي لتزويد بالماء الشروب خطر التلوث المباشر واليومي. وتتركز الأزمة في جماعة تركانتوشكا، حيث يتم إفراغ القناة الرئيسية للتطهير السائل (الصرف الصحي) لمركز الجماعة، مباشرة بجوار البئر التي تُمثل المصدر الوحيد للمياه الصالحة للشرب في المنطقة.

هذا وتكشف المعطيات الواردة من الساكنة والمنتخبين أن البئر المهددة بالتلوث تزود مركز الجماعة وأكثر من 9 دواوير مجاورة بالماء الصالح للشرب. وتزداد خطورة الموقف مع وجود مشاريع تنموية قيد الإنجاز، في إطار اتفاقية شراكة بين جهة سوس ماسة ووزارة الداخلية، تهدف إلى توسيع الاستفادة من هذه البئر لتشمل 4 دواوير إضافية.

هذا الوضع يعني أن فشل السلطات في معالجة المشكل لا يهدد فقط الوضع القائم، بل يعرض المشاريع التنموية الممولة بجهود مشتركة للفشل الذريع، ويزيد من عدد السكان المعرضين للخطر، ليصبح إجمالي المستفيدين المهددين بالتلوث حوالي 13 تجمعاً سكنياً.

صمت إداري رغم النداءات
أكدت فعاليات محلية أن المشكل ليس وليد اليوم، بل هو نتيجة استمرار حالة الإهمال الإداري رغم النداءات المتكررة التي أطلقتها الساكنة، والمنتخبون، وفعاليات المجتمع المدني. والأكثر إثارة للقلق هو أن جماعة تركانتوشكا هي الجهة التي تدير نظام التطهير السائل في المركز وكذلك تسيير مشروع الماء، مما يضع المسؤولية الإدارية والتقنية الكاملة على عاتقها.

إن حجم الخطر الذي يتهدد صحة وسلامة مواطني جماعة تركانتوشكا، مع تزايد عدد الدواوير المعتمدة على مصدر مائي بات ملوثاً بالصرف الصحي، يتجاوز صلاحيات التداول المحلي ويستوجب تدخلاً فورياً وحاسماً من أعلى سلطة إقليمية. بناءً عليه، يوجه الرأي العام المحلي وفعاليات المجتمع المدني مناشدة عاجلة إلى عامل إقليم اشتوكة ايت باها للتدخل الفوري لإصدار الأوامر بـ وقف تصريف التطهير السائل في محيط البئر، وفتح تحقيق إداري دقيق لتحديد أسباب هذا الإهمال وتوقيت حصوله، وإقرار آليات لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث التي تضرب في صميم الحق الدستوري للمواطنين في بيئة سليمة ومياه شروب آمنة، لإنقاذ أرواح السكان والمشاريع التنموية قبل فوات الأوان.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 50

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *