مزبلة عشوائية تهدد واحة تاركانتوشكا ومياه سد يوسف بن تاشفين

في مشهد بيئي مقلق، تحولت إحدى النقاط القريبة من مركز واحة تاركانتوشكا إلى مزبلة عشوائية جماعية، تُفرغ فيها شاحنات الجماعة كميات كبيرة من النفايات المنزلية ومخلفات السوق الأسبوعي، في غياب أي تدبير بيئي مسؤول أو رؤية واضحة لمعالجة الأزبال.

تُظهر الصور التي توصلت بها الجريدة حجم الكارثة، حيث تتكدس أكوام النفايات البلاستيكية والعضوية على حافة الطريق، في منحدر مباشر نحو الوادي الذي يغذي سد يوسف بن تاشفين، وهو أحد أهم خزانات المياه بالمنطقة. ومع اقتراب موسم الأمطار، يُخشى أن تنجرف هذه الأزبال نحو مجرى الوادي، ما سيؤدي إلى تلويث خطير لمياه السد ومصادر الري بالمنطقة.

الأخطر من ذلك، أن الموقع لا يبعد سوى أمتار قليلة عن قناة للصرف الصحي تُفرغ مباشرة في الوادي، وبجانبها بئر تستعمل لتزويد مركز تاركانتوشكا والدواوير المجاورة بالماء الصالح للشرب. وضع يطرح أكثر من علامة استفهام حول معايير السلامة الصحية والبيئية التي تعتمدها الجماعة.

عدد من الساكنة عبروا للجريدة عن استيائهم من هذا الإهمال البيئي، مطالبين بتدخل عاجل من السلطات الإقليمية لوقف هذا التدهور، وإيجاد بديل حقيقي لتدبير النفايات، بدل تحويل المجال الطبيعي إلى مكب عشوائي.

ويؤكد ناشطون محليون أن هذا الوضع “يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة وللتوازن الإيكولوجي للواحة”، مشيرين إلى أن “السكوت عن هذه الكارثة يعني القبول بتسميم البيئة والماء الذي يشربه السكان”.

وفي انتظار تدخل الجهات المعنية، تظل مزبلة تاركانتوشكا وصمة بيئية تنذر بعواقب خطيرة على الإنسان والطبيعة، وتطرح من جديد سؤال الحكامة البيئية في تدبير المجال القروي بجهة سوس ماسة.

الأخبار ذات الصلة

1 من 48

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *