فضحت التساقطات المطرية التي عرفها الإقليم خلال هذا الأسبوع زيف عدد من الشعارات والادعاءات التنموية التي ظل يرفعها منتخبون محليون خلال السنوات الأخيرة، حيث كشفت أولى الأمطار عن واقع مغاير لما يتم الترويج له في الخطابات الرسمية والتواصلية.
فبمجرد تسجيل تساقطات متوسطة، تحولت عدد من الأحياء إلى فضاءات تعاني من اختناقات في قنوات الصرف الصحي، وبالوعات مهترئة ومملوءة بمخلفات الأزبال، إلى جانب طرق محفّرة وممرات غير صالحة للتنقل، ناهيك عن ضعف الإنارة العمومية، ما زاد من معاناة الساكنة، خاصة خلال فترات المساء.
وأظهرت جولة ميدانية بعدد من الأحياء، بعيدًا عن الشوارع الرئيسية التي تحظى عادة بعمليات تهيئة شكلية، أن التنمية الموعودة لم تتجاوز الواجهات، في حين ظل عمق الأحياء يعاني من الإهمال وغياب الصيانة الدورية، ما يطرح تساؤلات حول معايير توزيع المشاريع والعدالة المجالية داخل النفوذ الترابي للجماعات.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن ما وقع يؤكد غياب رؤية تنموية شمولية، واعتماد بعض المنتخبين على إنجازات ظرفية موجهة للاستهلاك الإعلامي، دون معالجة الإشكالات البنيوية المرتبطة بالبنية التحتية، خصوصًا شبكات التطهير السائل والطرق والإنارة العمومية.
وفي ظل هذا الوضع، تعالت أصوات الساكنة مطالبة بتدخل عاجل لإصلاح البالوعات المتضررة، وإعادة تأهيل الطرق المتآكلة، وتعزيز الإنارة العمومية بالأحياء الهامشية، تفاديًا لتفاقم الأوضاع مع استمرار التساقطات المطرية، وحفاظًا على سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
وتعيد هذه المشاهد، مع كل موسم مطري، فتح النقاش حول حصيلة تدبير الشأن المحلي، ومدى التزام المنتخبين بوعودهم الانتخابية، في وقت باتت فيه الساكنة تطالب بانتقال حقيقي من منطق الشعارات إلى منطق الفعل، ومن التنمية الشكلية إلى تنمية تستجيب لحاجيات الواقع اليومي للمواطنين.
A.Bout











