توصلت الجريدة بشكايات متعددة من سكان دوار احشاش ودوار حاسي التابعين لجماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها، يؤكدون فيها انتشار روائح كيماوية خانقة خلال الليل، يُعتقد أنها صادرة عن إحدى الضيعات الفلاحية المجاورة.
الساكنة تصف الوضع بـ”الاختناق الليلي”، حيث تغزو الروائح منازلهم مع حلول الليل مسببة ضيقا في التنفس وصداعا حادا، خاصة للأطفال والمسنين ومرضى الجهاز التنفسي. ويشير السكان إلى أن الانبعاثات تظهر في ساعات متأخرة وتختفي فجرا، ما يثير الشكوك حول أنشطة مشبوهة أو استعمال مواد كيماوية غير مطابقة للمعايير البيئية.
هذا الوضع خلق حالة من القلق والاستياء العام، دفعت المتضررين إلى التفكير في رفع عريضة جماعية للسلطات المحلية والإقليمية، والمطالبة بتدخل لجنة بيئية مختصة لإجراء تحاليل ميدانية وتحديد مصدر هذه الانبعاثات.
ويؤكد السكان أن ما يجري يمس بحقهم الدستوري في بيئة سليمة وآمنة، المنصوص عليه في الفصل 31 من الدستور المغربي، داعين إلى تدخل عاجل من عامل الإقليم، السيد محمد سالم الصبطي، من أجل فتح تحقيق رسمي واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
“نحن لا نعارض الأنشطة الفلاحية، لكننا نرفض أن تكون على حساب صحتنا وأطفالنا”، تقول سيدة من دوار حاسي، مطالبة بوقف “الاختناق الليلي” الذي يعاني منه السكان منذ أسابيع.
وفي انتظار تحرك السلطات، يعيش سكان سيدي بيبي ليالي خانقة بين الشك والاختناق، في مشهد يعيد إلى الواجهة سؤال المراقبة البيئية والمحاسبة المحلية في تدبير الأنشطة الفلاحية التي تمسّ الصحة العامة والحق في الحياة.