اعدادية جابر بن حيان بإنشادن على صفيح ساخن: تلميذات منقبات يُمنعن من اجتياز الامتحان وجمعيات تدق ناقوس الخطر

اهتزّت جماعة إنشادن بإقليم اشتوكة آيت باها اليوم على وقع موجة استنكار جديدة، بعدما أقدمت مديرة اعدادية جابر بن حيان على منع تلميذات منقبات من اجتياز الامتحان داخل المؤسسة، في خطوة اعتبرتها فعاليات مدنية “سابقة خطيرة تمسّ بحقوق المتعلمات الدستورية والإنسانية”، لتزيد من تأجيج الغضب الذي يحيط بالمؤسسة منذ أسابيع.
هذا التطور يأتي مباشرة بعد البيان الناري الصادر عن جمعية البويبات للتنمية والتربية والتضامن، التي وصفت الوضع داخل الاعدادية بـ”المقلق والخطير”، ودعت السلطات التربوية والإدارية إلى التدخل العاجل لإنقاذ الموسم الدراسي من الانهيار الشامل، سواء على المستوى التربوي أو الصحي.
مرافق بلا أبواب.. وتلاميذ في ظروف مزرية
البيان الجمعوي كشف عن حالة تردٍ غير مسبوقة للمرافق الصحية، خصوصاً تلك الخاصة بالتلميذات، التي تفتقر للأبواب ولأدنى شروط النظافة والسلامة، مما يشكل تهديداً مباشراً لصحة وسلامة المتعلمين، في خرق صارخ لكرامة الطفل وحقه في بيئة تعليمية سليمة.
“سلوكيات غير تربوية”.. واللباس المحتشم في مرمى الإدارة
الأخطر من ذلك، وفق ما نقلته الجمعية، هو ما وصفته بـ**“السلوكيات غير التربوية”** الصادرة عن المديرة وبعض الأطر، في تعاملهم مع التلميذات المرتديات للباس المحتشم أو النقاب.
وذكرت الجمعية أن هذه التصرفات تحولت إلى مضايقات ممنهجة تمسّ بكرامة المتعلمات، وتزرع الخوف والترهيب داخل الفضاء المدرسي، في تناقض تام مع مبادئ التربية على القيم والاحترام.
إقدام المديرة اليوم على منع التلميذات المنقبات من اجتياز الامتحان، بحسب مصادر محلية، فجر موجة استياء واسعة في صفوف أولياء الأمور وساكنة المنطقة، الذين اعتبروا القرار “تمييزاً سافراً ومساساً بحرية شخصية مضمونة دستورياً”، مطالبين بتدخل فوري من المديرية الإقليمية لوقف ما وصفوه بـ”تجاوزات تربوية خطيرة”.
مطالب عاجلة لإنقاذ المؤسسة
جمعية البويبات وجهت نداءً صريحاً يتضمن جملة من الإجراءات العاجلة:
تجهيز المرافق الصحية وضمان النظافة والسلامة داخل المؤسسة.
احترام التلميذات والتلاميذ في التعامل الإداري والتربوي.
منع ترك التلميذات خارج أسوار الإعدادية خلال الساعات الفارغة حمايةً لسلامتهن.
تجديد جمعية الآباء والأمهات لضمان تمثيلية حقيقية لأولياء الأمور.
تدخل فوري للمديرية الإقليمية لتصحيح الوضع وإنهاء مظاهر الإهمال والتمييز.
من يوقف هذا الانحدار؟
في ظل هذه المعطيات، يتصاعد السؤال الجوهري: هل تتدخل المديرية الإقليمية للتربية والتكوين باشتوكة آيت باها لوضع حد لهذه التجاوزات؟
وهل ستتم محاسبة المسؤولة التي منعت التلميذات المنقبات من حقهن في اجتياز الامتحان، في وقت لا يوجد فيه أي نص قانوني يمنع النقاب داخل المؤسسات التعليمية العمومية؟
بين الإهمال الصحي والممارسات الإدارية المثيرة للجدل، تبدو اعدادية جابر بن حيان بإنشادن اليوم مرآة تعكس أزمة أعمق يعيشها التعليم في العالم القروي: أزمة قيم، وإدارة، وكرامة المتعلم.

الأخبار ذات الصلة

1 من 40

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *