مجالس بلا هيبة.. حين يحضر المنتخبون وكأنهم في مقهى شعبي

في مشهد صادم ومثير للاستغراب، ما زال بعض أعضاء المجالس الإقليمية يحضرون دورات رسمية بلباس لا يليق بمؤسسة دستورية تمثل آلاف المواطنين، ولا يرقى إلى مستوى حضور عامل الإقليم أو الكاتب العام وكبار ممثلي الدولة.

فبدل أن تعكس هذه الجلسات صورة الجدية والوقار، تتحول القاعة أحيانًا إلى فضاء يفضح انعدام حس المسؤولية لدى بعض المنتخبين، الذين يظهرون بأحذية مهترئة وملابس لا علاقة لها بأجواء مؤسسات يفترض أنها مخصصة لمناقشة قضايا مصيرية تخص الساكنة.

المؤسف أن هذا الاستهتار بالهندام لم يعد مجرد حالة معزولة، بل صار سلوكًا متكرراً يكشف عن غياب أدنى وعي بهيبة المؤسسة، وكأن الأمر يتعلق بمقهى شعبي أو مناسبة عابرة، لا بجلسة رسمية يُفترض أن تُدار بجدية ورصانة.

فاعلون مدنيون اعتبروا أن المظهر الخارجي ليس مجرد تفاصيل شكلية، بل هو عنوان لاحترام المؤسسات ومرآة تعكس صورة المنتخب أمام الرأي العام. فإذا كان البعض عاجزًا عن احترام أبسط قواعد المظهر في حضرة ممثلي الدولة، فكيف يمكن أن يُؤتمن على تدبير قضايا الناس وتطلعاتهم؟

إن ما يحدث في بعض هذه الدورات يسيء لصورة العمل السياسي برمته، ويؤكد أن جزءًا من المنتخبين لا يدركون بعد أن المسؤولية لا تبدأ بالكلام داخل القاعة فقط، بل تبدأ بالاحترام الكامل لرمزية المكان والزمان، وأولها ارتداء هندام يليق بمقام من يمثلون الساكنة.

الأخبار ذات الصلة

1 من 36

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *