الاتحاد الدستوري يقتحم آيت عميرة ويعيد خلط الأوراق الانتخابية باشتوكة

شهدت جماعة آيت عميرة، اليوم الأحد 14 شتنبر 2025، حدثاً سياسياً بارزاً تمثل في انعقاد الجمع العام التأسيسي للمحلية الحزبية لحزب الاتحاد الدستوري، تحت إشراف التنسيقية الإقليمية للحزب باشتوكة آيت باها. اللقاء لم يكن مجرد محطة تنظيمية، بل تحول إلى لحظة سياسية لافتة، بحكم الحضور النوعي لشخصيات وازنة من مختلف الأطياف الحزبية.
فقد عرفت الجلسة حضور كل من محمد بوخالي، رئيس جماعة الصفاء، وعلي البرهيشي، رئيس جماعة آيت عميرة عن حزب الاستقلال، وعبد الرحمان خيار، الرئيس السابق لجماعة آيت ميلك والمنسق الإقليمي لحزب الاستقلال، إلى جانب نواب رئيس جماعة سيدي بيبي المحسوبين على حزب التجمع الوطني للأحرار ومنتخبين من جماعة انشادن. هذا التنوع في الأسماء والمرجعيات أعطى إشارة قوية على أن التفكير في إعادة رسم خارطة التحالفات السياسية قد بدأ مبكراً استعداداً للاستحقاقات المقبلة.
وتُعتبر آيت عميرة معقلاً انتخابياً وازناً بإقليم اشتوكة آيت باها بعد جماعة واد الصفاء، حيث بدأت ملامح الخريطة السياسية فيها تتضح، بتواجد أحزاب وازنة مثل الاستقلال، الاتحاد الدستوري، اليسار الموحد، والعدالة والتنمية. غير أن الملاحظ هو الانتعاشة التي يشهدها حزب الاتحاد الدستوري، والذي بدا وكأنه يوسع قاعدته على حساب حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ظل لسنوات القوة السياسية الأكثر حضوراً في المنطقة.
إلى جانب البعد السياسي، حمل الجمع العام دلالات أخرى لا تقل أهمية، أبرزها انفتاح الاتحاد الدستوري على الكفاءات والشباب. فقد أسفر عن انتخاب الدكتور يوسف عبايل، مهندس دولة في الهندسة الصناعية، دكتور في الهندسة الكهربائية، وإطار عالٍ بإحدى كبريات الشركات الفلاحية، كمنسق محلي للحزب بجماعة آيت عميرة. خطوة رآها المتتبعون دليلاً صريحاً على توجه الحزب نحو تجديد النخب، ومنح الشباب المحلي فرصة تحمل المسؤولية السياسية والمساهمة في صياغة البدائل التنموية.
الرسائل التي حملها هذا الجمع التأسيسي واضحة: الاتحاد الدستوري باشتوكة آيت باها لا يكتفي بتقوية تنظيماته، بل يراهن على تجديد دمائه، والانفتاح على مختلف الفاعلين، استعداداً لمعركة انتخابية قد تعيد رسم توازنات المشهد السياسي بالمنطقة.

 

IMANE AYAD

الأخبار ذات الصلة

1 من 35

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *