سعيد أشتوك.. أيقونة تيرويسا التي تلهم الأجيال تعود إلى الواجهة بجامعة صيفية ببيوكرى

انطلقت يوم أمس السبت، السادس من شتنبر 2025، فعاليات الدورة الأولى للجامعة الصيفية حول فن “تيرويسا” بالمركز الثقافي سعيد أشتوك بمدينة بيوكرى. تأتي هذه المبادرة الهامة تحت شعار “تيرويسا: المجتمع، الذاكرة والتاريخ”، وذلك في إطار تكريم إرث الفنان الأمازيغي الراحل سعيد أشتوك.

ويُعدّ هذا اللقاء فرصة فريدة للغوص في عمق هذا الفن الأصيل الذي تركه لنا الرايس سعيد أشتوك، المولود سنة 1925 بقرية بيزران في جهة سوس ماسة. لم يكن أشتوك مجرد فنان، بل كان رمزًا ثقافيًا وشاعرًا فذًا، جسدت أعماله الجوهر الحقيقي للهوية الأمازيغية. فقد تميزت قصائده وألحانه بالاحتفاء بمشاعر الحب العذري والأحاسيس الإنسانية الصادقة، مما جعلها تلامس قلوب الآلاف وتتحول إلى جزء لا يتجزأ من التراث الشفهي الأمازيغي.

لم تقتصر إسهامات الرايس أشتوك على الترفيه، بل شكلت حجر الزاوية في الحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية. ولا تزال حفلاته، مثل السهرة الخالدة التي أقيمت في الرباط سنة 1988، محفورة في ذاكرة عشاق فنه، لتؤكد على عمق تأثيره الفني والإنساني.

وعلى الرغم من وفاته سنة 1989، إلا أن صوته ما زال حيًا في وجدان الأجيال المتعاقبة. وتُسهم هذه الجامعة الصيفية في إلقاء الضوء على إرثه الثقافي الغني من خلال سلسلة من المناقشات والعروض التقديمية التي يشارك فيها نخبة من الخبراء ومعجبي أعماله. الهدف هو استكشاف تأثيره على الهوية الثقافية الأمازيغية ووضع آليات للحفاظ على هذا التراث الفريد.

إن هذه الدورة ليست مجرد احتفاء بفنان عظيم، بل هي تذكير بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي في عالم يشهد تغييرات سريعة. ومع تجمعنا لإحياء ذكرى الرايس سعيد أشتوك، فإننا لا نحتفل فقط بجمال الموسيقى والشعر الأمازيغي، بل نؤكد أيضًا على أن صوته سيظل يتردد صداه عبر الأجيال القادمة.

A.Boutbaoucht

الأخبار ذات الصلة

1 من 793

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *