لم يكن إقليم اشتوكة آيت باها، وخصوصًا حاضرة الإقليم مدينة بيوكرى، غريبًا عن التهميش الصامت، والتعامل مع الأزمات بمقاربة الحد الأدنى. لقد اعتادت الساكنة على الصبر، وعلى انتظار تحول طالما بدا بعيد المنال. لكن مع تعيين عامل إقليم جديد، يبدو أن رياح التغيير قد بدأت تهب، حاملةً معها تفاؤلاً بمستقبل أفضل.
في تدوينة له، يشير الرئيس السابق لجماعة بيوكرى مصطفى جلوني إلى أن الرجل الجديد قد أحدث فرقًا ملموسًا منذ توليه مهامه. فبدلًا من الوعود الجوفاء والخطب الموسمية، يبدو العامل الجديد محمد سالم الصبتي “مختلفًا” بحضوره الميداني، وتواصله المباشر، ولهجته العملية التي تضع المواطن في صلب اهتمامه. هذا النهج ليس مجرد أسلوب عمل جديد، بل هو مؤشر على رغبة حقيقية في كسر الجمود الذي خنق ملفات تنموية هامة لسنوات طويلة.
ويعزز الرئيس السابق تفاؤله بالإشارة إلى أن عامل الإقليم الجديد يشبه في منهجه العامل الأسبق محمد أمغوز. هذا التفاؤل ليس مجرد شعور عابر، بل هو نابع من لقاءات مباشرة واجتماعات أولية عقدها العامل مع جميع الجماعات الترابية في مقراتها، بالإضافة إلى إشراك فعاليات المجتمع المدني في لقاءات خاصة.
لقد أكدت هذه الاجتماعات الأولية، وخصوصًا اجتماع العامل مع مكونات مجلس جماعة بيوكرى، أن هناك وعيًا بالإشكاليات الجوهرية التي تعيق عجلة التنمية في المدينة، سواء كانت عراقيل قانونية، أو مالية، أو مشاكل في مجال التعمير. وهذا الوعي بحد ذاته يُعد خطوة أولى نحو العلاج.
ما يريده سكان الإقليم ليس معجزات، بل التزامًا فعليًا يُترجم إلى مشاريع ملموسة. هم لا يصفقون الآن، بل يراقبون ويسجلون. ومع ذلك، فإن إطلاق بعض المشاريع التنموية بمناسبة عيد العرش المجيد يُعطي بصيص أمل بأن زمن الانفراج قد بدأ بالفعل.