جماعة الصفا: عودة النفايات تعصف بجهود النظافة وتثير قلق السكان

بعد فترة وجيزة من حملة النظافة التي شهدتها منطقة الصفا عقب تنصيب العامل الجديد على إقليم اشتوكة آيت باها، عادت الأوضاع إلى سابق عهدها، حيث تعيش المنطقة من جديد تحت وطأة انتشار الأزبال والنفايات في مختلف الدواوير.

يصف سكان المنطقة الوضع بـ”المأساوي”، حيث تحولت النفايات من مشهد عابر إلى معضلة بيئية واجتماعية حقيقية، تهدد حياتهم اليومية وتشكل خطراً على صحتهم، خاصة الأطفال. ففي ظل غياب التدبير الجماعي الفعال، تحولت الأزقة والممرات إلى مطارح عشوائية، وهو ما فاقم الأزمة البيئية وحول بعض الفضاءات إلى بؤر للتلوث والروائح الكريهة. وتُعزى هذه الظاهرة أيضاً إلى تنامي سلوكيات غير مسؤولة من بعض المواطنين الذين يلقون النفايات في أماكن عشوائية دون وعي بخطورة الأمر.

أمام هذا الوضع المتردي، ارتفعت أصوات السكان مطالبةً بتدخل عامل إقليم اشتوكة آيت باها بشكل عاجل، للنظر في هذه الإشكالية التي تجاوزت حدود “غياب النظافة” لتصبح تهديداً حقيقياً للحق في بيئة سليمة، كما يكفله الدستور.

ويؤكد المتضررون أن مطلبهم بسيط: العيش في محيط نظيف يحفظ كرامتهم وصحة أبنائهم، داعين إلى وضع استراتيجية واضحة ومستدامة بدل الاكتفاء بحملات مناسباتية سرعان ما تتبخر نتائجها.

هذا ويرى متتبعون للشأن المحلي أن الأزمة تعكس قصوراً مزدوجاً؛ أولاً: ضعف تدخل المجلس الجماعي في ضمان خدمة منتظمة لتدبير النفايات، وثانياً: استمرار السلوكيات الفردية السلبية التي تفتقر إلى الوعي البيئي.

ومن هذا المنطلق، يطالب الفاعلون الجمعويون برفع منسوب التوعية وسط الساكنة وإشراك المجتمع المدني والمدارس في جهود التربية على المواطنة البيئية، بما يضمن انخراط الجميع في الحفاظ على نظافة المجال المشترك.

وفي انتظار حلول جذرية تعالج أصل المشكلة، يبقى سكان جماعة الصفا عالقين في أزمة لا تنتهي، في انتظار بيئة نظيفة تحفظ صحتهم وكرامتهم.

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 33

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *