مهرجان الكميت: حين يلتقي الفن بالتنمية.. ودادن تشعل المنصة وصوت التنمية يهمس في الكواليس

شهدت جماعة أيت وادريم مساء أمس السبت  23 غشت 2025، انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان الكميت. الحفل الافتتاحي كان مناسبة فنية بامتياز، حيث جمع بين عبق التراث المغربي وروح الاحتفال، بحضور وفد رسمي وازن.

أحيت الأمسية فرقة أودادن الأسطورية بقيادة عبد الله الفوا، التي أشعلت المنصة بتفاعل كبير من الجمهور. كما أضافت فرقة أجماك أيت باها لمسة من الأصالة بفقراتها التراثية، بينما تولى الفكاهي حسن أملاي مهمة إضفاء جو من البهجة والمرح.

وسط هذه الأجواء الاحتفالية، جرى تكريم عامل الإقليم في خطوة وُصفت بالإيجابية. هذه اللفتة التقديرية طرحت تساؤلات حول طبيعة التكريم الحقيقي للمسؤولين. هل تكمن القيمة في الدروع التذكارية والاحتفالات الشكلية، أم في الأثر الملموس للعمل الميداني؟

يرى العديد من المتتبعين أن التكريم الفعلي لا يُختزل في المنصات، بل يتجلى في القدرة على تحقيق التنمية. فإقليم اشتوكة آيت باها يواجه تحديات حقيقية، أبرزها أزمة الماء الصالح للشرب، وضعف البنية التحتية، والحاجة الملحة للنهوض بقطاعي التعليم والصحة، ومكافحة الهشاشة الاجتماعية. هذه المشاكل المزمنة تتطلب حلولاً عملية، لا مجرد صور رمزية.

التكريم الممنوح للعامل، وإن كان لفتة جميلة، يظل ناقصاً ما لم يرافقه التزام حقيقي من قبل المنتخبين. فالسكان ينتظرون منهم تحويل الوعود إلى مشاريع ملموسة، ونقل الإقليم إلى الأمام بمبادرات تنموية قوية.

الاكتفاء بالتصفيق وتوزيع الدروع لا يخدم مصلحة الإقليم، وهو في نظر الكثيرين مجرد مظهر شكلي لا يغير من واقع المواطنين. إن المسؤولية اليوم أكبر من أي وقت مضى، والتاريخ لا يخلد الدروع، بل يكتب أسماء من عملوا بتفانٍ وصنعوا تنمية حقيقية على الأرض.

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 30

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *