حرائق واحة “تركانتوشكا”: كارثة بيئية تتكرر… فمن يُنقذ ما تبقّى؟

اندلعت، صباح اليوم الأحد، ألسنة اللهب في واحة “تركانتوشكا”، الواقعة في إحدى المناطق الجبلية التابعة لإقليم اشتوكة ايت باها، وذلك نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، حيث التهمت النيران أشجار النخيل واللوز والزيتون، مهددة السكان والممتلكات المجاورة، وسط تخوفات من توسع رقعة الحريق في ظل بطء التدخل.

وتأتي هذه الكارثة لتكشف مرة أخرى عن الهشاشة الكبيرة التي تعاني منها البنيات الوقائية والتجهيزات اللوجستيكية المحلية، حيث يطرح السؤال بإلحاح: هل أعدت الجماعة الترابية المعنية عدّتها لمواجهة مثل هذه الكوارث المتكررة؟ وهل تمت برمجة أي تجهيزات أو شراكات لمواجهة حرائق الواحات، التي أصبحت شبحاً يتجدد كل صيف؟

الساكنة، من جهتها، تعيش لحظات من القلق والرعب، خاصة أصحاب الأشجار المثمرة الذين يرون أمام أعينهم تعب سنوات طويلة يتحول إلى رماد، في ظل غياب أي آلية فعلية لتعويض الخسائر. فرغم وعود وزارة الفلاحة ببرامج دعم وإحصاء الأضرار، فإن أغلب المتضررين لم يتلقوا أي تعويض يُذكر، لتبقى معاناتهم موسمية ومتكررة.

ويؤكد عدد من المواطنين أن حرائق الواحة ليست بالأمر الجديد، بل أصبحت حدثاً متوقعاً سنوياً، دون أن يقابله أي تحرك استباقي أو خطة تدخل ناجعة من الجهات المعنية.

فهل سنظل نحصي الخسائر كل سنة؟ وهل ستبقى الواحات ضحية الإهمال وغياب الرؤية الاستراتيجية لحمايتها؟ أم أن هذا الحريق سيكون جرس إنذار حقيقياً يدفع المسؤولين إلى اتخاذ إجراءات ملموسة قبل أن تبتلع النيران ما تبقى من هذا التراث البيئي الفريد؟

الساكنة اليوم لا تطالب إلا بحقها في الحماية والوقاية، وتعويضها عن الأضرار الفادحة التي تتكبدها كل صيف، في وقت باتت فيه الحرائق خطراً وجودياً يهدد الواحات والأنشطة الفلاحية ومعيش السكان على حد سواء.

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 743

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *